Khâlîd Âô .::المدير العام::.
| موضوع: الجزء الثانى والاخير من قصة ذو النورين الثلاثاء يونيو 26, 2012 11:11 am | |
| فما نصنع ؟! فنظر اليهم عمر بوجه عصره الهم عصرا وقال : اصبروا, واحتسبوا , فانى أرجو لاتمسوا حتى يفرج الله عنكم . فلما كان آخر النهار , وردت الأخبار بأن عيرا لعثمان بن عفان جاءت من الشام , وأنها ستصل المدينة عند الصباح . فما ان قضيت صلاة الفجر حتى هب الناس يستقبلون العير جماعة اثر جماعة ...
وانطلق التجار يتلقفونها , فاذا هى ألف بعير وسقت برا وزيتا وزبيبا . بركت الجمال بباب عثمان بن عفان رضى الله عنه وطفق الغلمان ينزلون عنها أحمالها . فدخل التجار على عثمان وقالوا : بعنا ما وصل اليك ياأبا عمرو . فقال : حبا وكرامة ولكن تربحونى على شرائى ؟ فقالوا : نعطيك بالدرهم درهمين . فقال : أعطيت أكثر من هذا فزادوا له . فقال :أعطيت أكثر مما زدتموه .. فزادوا له . فقال :أعطيت أكثر من هذا . فقالوا : ياأباعمرو , ليس فى المدينة تجار غيرنا وما سبقنا اليك احد ... فمن الذى أعطاك أكثر مما أعطيتنا ؟! فقال : ان الله أعطانى بكل درهم عشرة فهل عندكم زيادة ؟ قالوا : لا ياأباعمرو . فقال : انى أشهد الله - تعالى - انى جعلت هذه العير صدقة على فقراء المسلمين ... لا أبتغى من أحد درهما ولا دينارا وانما أبتغى ثواب الله ورضاه . ولما وصلت الخلافة الى ذى النورين - رضى الله عنه - نعم الناس يالخير والرخاء , وكثر الطعام والمال , لكن بعض الناس اذا أنعم الله عليهم لو يشكروا فعتبوا عليه أمورا صنعها غيره , ولا موه فيما لو فعله غيره لقبلوه , وزاد الطين بلة انطلاق أعداء الاسلام المتظاهرين به - لاشعال نار الفتنة - والقاء الشبهات والشكوك حول التقى النقى الجيى الخفى الجلى الولى رضى الله عنه وكانت النتيجة حصار الخليفة فى بيته , ومنع الطعام والشراب عنه , بل حالوا بينه وبين الصلاة فى المسجد النبوى , واجتمع سبعمائة من الصحابة - رضى الله عنهم -يريدون الدفاع عن أمير المؤمنين لكنه - رضوان الله عنه -آثر أن يراق دمه على أن تراق دماء المسلمين دفاعا عنه . فقال لهم :أقسم على من لى عليه حق أن يكف يده . وقال لعبيدة : منأغمد منكم سيفه , فهو حر . وفى لحظة من لحظات الخير , أغفى الخليفة الصالح اغفاءة فرأى سيد البشر وهو يقول له (( أفطر عندنا الليلة ياعثمان )) فأيقن عثمان - رضى الله عنه -أنه لاحق بنبيه ,مقبل على لقاء ربه . واستعد عثمان للنهاية ,فأصبح صائما , واعتق عشرين مملوكة , ودعا بسراويل طويلة فلبسها خشية أن تكشف عورته , اذا قتله السفاحون السفاكون . وفى يوم مقتله : خرج الى من حاصروه فقال : السلام عليكم , فما رد عليه أحد الا أن يرد رجل فى نفسه , قال : أنشدكم الله هل علمتم أنى اشتريت بئر رومة من مالى فجعلت رشاى كرشى المسلمين
قالوا : نعم قال : فعلام تمنعونى أنأشرب منها , أنشدكم الله هل علمتم أنى اشتريت كذا وكذا من الأرض فجعلته فى المسجد ؟ قيل : نعم قال : فهل علمتم أن أحدا من الناس منع أن يصلى فيه قبلى , أنشدكم الله هل سمعتم نبى الله يذكر كذا وكذا , ولكن القوم طبع على قلبهم , فهم لا يعلقون , لقد انقضوا على الخليفة المظلوم - رضى الله عنه - فقتلوه والمصحف بين يديه حتى نضح الدم على قول الله تعالى ( فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) سورة البقرة الايه 137 رضى الله عنك يارفيق رسول الله صلى الله وسلم , رضى الله عنك يامن تستحى منك الملائكة
| |
|