نسبها رضي الله عنها
.......................
هي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمر ابن النعمان الحبشية
و قد كانت رضي الله عنها جارية لعبد الله بن عبد المطلب وورثها ابنه محمد صلى الله عليه و سلم و كانت له بمثابة الأم بعد موت أمه
و قد عاصرت النبي صلى الله عليه و سلم طفلاً و صبياً ثم زوجاً للسيدة خديجة رضي الله عنها
و
قد اعتقها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم زواجه بالسيدة خديجة رضي
الله عنها وقد تزوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له : أيمن المهاجر
الشهيد يوم حنين و به كانت تكنى
إسلامها و هجرتها رضي الله عنها :
.....................................
تعتبر أم أيمن من آل بيت النبي صلى الله عليه و سلم فقد قال صلى الله عليه و سلم عنها : هذه بقية من أهلي
و
قد أسلمت أم أيمن رضي الله عنها في أول العهد بالإسلام مع من أسلم من بيت
النبي صلى الله عليه و سلم فكانت من السابقين الأولين وقد كانت رضي الله
عنها من الذين هاجروا إلى الحبشة فراراً بدينهم
زواجها من زيد بن حارثة رضي الله عنه :
.........................................
استشهد
زوجها عبيد الخزرجي ثم تزوجها زيد بن حارثة أيام بعث النبي صلى الله عليه و
سلم فولدت له أسامة بن زيد، الذي سمي بـ "حب رسول الله صلى الله عليه و
سلم" . وكان الرسول صلى الله عليه و سلم قد قال في أم أيمن :" من سره أن
يتزوج امرأة من أهل الجنة ، فليتزوج أم أيمن "، قال : فتزوجها زيد بن حارثه
راضي الله عنه فحظي بها زيد بن حارثة رضي الله عنه
جهادها رضي الله عنها :
........................
كانت ام أيمن رضي الله عنها لا تفارق الرسول صلى الله عليه و سلم في جهاده و كانت لها مواقف مشهودة و منها :
في
غزوة أحد خرجت لتسقي الجرحى و بينما كانت تقوم بمهمتها إذا بسهم بن العرقة
يصيبها فأوقعها أرضاً فضحك عدو الله ضحكاً شديداً فشق ذلك على رسول الله
صلى الله عليه و سلم فناول سعد بن أبي وقاص سهماً لا نصل له و قال له : ارم
فأصاب السهم حبان فوقع مستلقياً و بدت عورته فضحك رسول الله صلى الله عليه
و سلم حتى بدت نواجذه و قال : استقاد لها سعد أجاب الله دعوتك و سدد رميتك
و لما خالف الرماة أوامر الرسول صلى الله عليه و سلم و انهزم بعض
المسلمون لقيتهم أم أيمن و حثت في وجوههم التراب و هي تقول لبعضهم : هاك
المغزل فاغزل به و هلم سيفك ثم اتجهت نحو الرسول صلى الله عليه و سلم
تستطلع أخباره حتى اطمأنت على سلامته صلى الله عليه و سلم فاطمأن قلبها
صبرها رضي الله عنها :
.......................
بعث
رسول الله صلى الله عليه و سلم زيداً لغزوة مؤتة فرزقه الله تعالى الشهادة
فاحتسبته عند الله تعالى ثم رزق الله تعالى ابنها أيمن في غزوة حنين و كان
من الفئة التي صبرت حول رسول الله صلى الله عليه و سلم
مكانتها عند رسول الله صلى الله عليه و سلم :
.................................................
كانت رضي الله عنها عظيمة المكانة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم و كفاها انه كان يناديها "يا أمه" فكفاها هذا التشريف
و ذكر النووي في "تهذيب الأسماء و اللغات" أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يقول : "أم أيمن أمي بعد أمي"
و
في قصة طريفة أوردها صاحب السيرة الحلبية عن عائشة أم المؤمنين رضي الله
عنها قال : شرب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوماً و أم أيمن عنده فقالت :
يا رسول الله اسقني
فقلت لها : ألرسول الله صلى الله عليه و سلم تقولين هذا ؟
قالت : ما خدمته أكثر
فقال النبي صلى الله عليه و سلم : "صدقت" فسقاها
ويروي
أنس بن مالك رضي الله عنه فيقول : ذهبت مع النبي صلى الله عليه و سلم الى
أم أيمن نزورها فقربت له طعاماً أو شراباً فإما كان صائما و إما لم يرده
فجعلت تخاصمه أي كل (رواه مسلم) و في رواية فأقبلت تضاحكه و كان المصطفى
صلى الله عليه و سلم يبتسم لتصرفات أم أيمن
و كانت رضي الله عنها
تتدلل عليه صلى الله عليه و سلم تدلل الأم على ابنها فقد روى أنس بن مالك
رضي الله عنه أن الرجل كان يعطي من ماله النخلات أو ما شاء الله من ماله
النبي صلى الله عليه و سلم حتى فتحت عليه قريظة و النضير فجعل يرد بعد ذلك
فأمرني أهلي أن آتيه فأسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه و كان النبي صلى الله
عليه و سلم أعطاه أم أيمن أو كما شاء قال : فسألته فأعطنيهن فجاءت أم أيمن
فلوت الثوب في عنقي و جعلت تقول : كلا و الله لا إله إلا هو لا نعطيكهن و
قد أعطانيهن
فقال النبي صلى الله عليه و سلم : يا أم أيمن اتركي كذا و كذا
و هي تقول لا والله حتى أعطاها عشرة أمثال ذلك أو نحوه و في لفظ الصحيح –كلا والله حتى أعطى عشرة أمثاله- (متفق عليه)
رخصة نبوية :
.............
كانت
أم أيمن رضي الله عنها عسراء اللسان لا تستطيع نطق بعض الكلمات نطقاً
سليماً و قد دخلت مرة على رسول الله صلى الله عليه و سلم و قالت : سلام لا
عليكم
و كانت تريد أن تقول : سلام الله عليكم فلما رأى النبي صلى الله
عليه و سلم ذلك اختصر لها السلام إلى قولها : السلام و ذلك تيسيراً لها
ممازحة النبي صلى الله عليه و سلم لها :
............................................
جاءت أم أيمن يوما إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و قالت له : يا رسول الله احملني
فقال صلى الله عليه و سلم : أحملك على ولد الناقة
قالت : إنه لا يطيقني و لا أريده
فقال صلى الله عليه و سلم : لا أحملك إلا عليه
و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يمازحها بذلك حيث أن كل الإبل صغيرها و كبيرها ولد النوق
أم أيمن رضي الله عنها و آل البيت رضي الله عنهم :
.................................................. ....
كانت
أم أيمن من أقرب المقربين إلى آل البيت فعندما وقعت حادثة الإفك سألها
رسول الله صلى الله عليه و سلم : أي امرأة تعلمين عائشة قالت : حاشا سمعي و
بصري أن أكون علمت أو ظننت بها إلا خيراً
و عندما تزوجت السيدة
فاطمة رضي الله عنها كانت أم أيمن رضي الله عنها ممن جهزها لزوجها علي بن
ابي طالب رضي الله عنه هي و أسماء بنت عميس رضي الله عنها
و لما
توفيت السيدة زينت رضي الله عنها كانت أم أيمن رضي الله عنها ممن غسلها
ومعها السيدة سودة بنت زمعة و السيدة أم سلمة رضي الله عنهن جميعاً
حزنها على وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم :
.................................................. .
حزنت
أم أيمن رضي الله عنها لوفاة الرسول صلى الله عليه و سلم حزن الأم على
ابنها ورثته بشعر معبر و قد بكت عليه صلى الله عليه و سلم أمام الصديق و
الفاروق رضي الله عنهما عندما زاراها إكراما لها كما كان يفعل النبي صلى
الله عليه و سلم فقالا لها : ما يبكيك ؟
فقالت : ما أبكي أني لا أعلم ان
الرسول صلى الله عليه و سلم سار إلى خير مما كان فيه و لكن أبكي لخبر
السماء انقطع عنا فجعلا يبكيان معها
وفاتها رضي الله عنها :
....................
توفيت رضي الله عنها في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ولكن بقيت ذكراها في نفوس المؤمنين
رضي الله عنها وارضاها