كثيراً ما تصاب الفتيات فى مرحلة الشباب، خاصة فى الفترة ما بين العشرينات والثلاثينات، بتليّف الثدي الكيسي، ما يجعل الكثير من النساء يشعرن
بالقلق عند القيام
بالفحص الذاتي الشهري للثدي، عند اكتشافهنّ كتلةً غريبةً متراكمةّ في مكان
ما بالثدي، وغالباً ما تحدث تلك الحالة نتيجة الاختلافات في مستويات
الهرمونات خلال دورة
الطمث. ويؤكّد الأطبّاء أنه لا مبرّر للقلق لأنّ الإصابة بتلك التليّفات لا
تعني أنّك عرضة للإصابة بالسرطانات، وهي غالباً ما تكون مجهولة السبب.
يؤكّد الدكتور حسن سليمان، رئيس قسم علاج الأورام بمستشفى زايد التخصّصى، أنّ الإصابة بتليّفات الثدي تحدث نتيجة اختلاف في مستويات
الهرمونات خلال دورة الطمث. ووجود
تليّفات الثدي لا يعنى الإصابة بالسرطانات، فهذه الحالة غالباً ما تحدث
نتيجة التكاثر الليفي مع نشوء بعض الأكياس.
وغالباً ما تتكوّن تليّفات الثدي في
الجزء الخارجي منه، وكثيراً ما تنمو تلك التليّفات في الثديين معاً، وتنمو
وتزداد خلال فترة الحمل أو عند تعاطي
بعض الأدوية الهرمونيّة. وعادة ما تضمر تلك الألياف عند انقطاع الطمث.
ويلفت رئيس قسم علاج الأورام بمستشفى
زايد التخصّصي، أنّ أعراض تليّف الثدي والآلام الناتجة عنها تنتهي سريعاً،
ولكن البعض الآخر يحتاج إلى تناول العقاقير.
أعراض انتبهى منها
من جانبه، يؤكد الدكتور أحمدي ضرغام، استشاري الجراحة بمستشفى دار الفؤاد، أنّه يتم تشخيص ألياف الثدي بعدّة طرق، لعلّ أهمها الكشف
الطبّي بواسطة الطبيب المعالج، ويمكنه
التعرّف ما إذا كانت هذه التكتّلات التي تعاني منها كتل حميدة أم سرطانيّة.
وعادة ما تختلف تلك الأعراض،
فأعراض الألياف في الثدي هي في الأغلب،
تكتلات أو تجعّدات في بعض المناطق بالثدي، مصحوبة بألم شديد خاصة مع قرب
فترة الطمث. وفي بعض الأحيان يكون هناك
إفرازات من الحلمة بنيّة اللون غير
مدمّمة، وعادة ما تكون تلك التكتّلات متحرّكة وغير صلبة الملمس، بالإضافة
إلى حدوث تضخّم بالثدي، مما يقلق النساء.
ويلفت أيضاً إلى أنّه عادةً ليس هناك
سبب معروف لتليّفات الثدي، وعادة ما يتمّ تشخيصها بواسطة الموجات فوق
الصوتيّة أو التصوير بالماموغراف.
ويكون في الغالب علاج تلك التليّفات
فقط هو متابعة ما إذا كان ذا حجم صغير ولا يسبّب أي أعراض، وذلك في حالة
التأكّد أنّها تليّفات حميدة.
وغالباً ما تختلف التليّفات الحميدة عن
سرطانات الثدي في الأعراض، فنجد أنّ من أهم أعراض سرطان الثدي، وجود كتلة
صلبة بارزة في الثدي،
من الصعب تحريكها عند لمسها، كذلك إفرازات دمويّة وتقرّحات مع تغيّر فى حجم أحد الثديين عند النظر فى المرآة.
حويصلات دمويّة
ويلفت استشاري الجراحة بمستشفى دار
الفؤاد، إلى أنّه في كثير من الأحيان، يصاحب تليّفات الثدي ظهور بعض
الأكياس أو الحويصلات، والتي غالباً ما تكون
مليئة بسائل شفّاف، والبعض الآخر يكون
حويصلات دمويّة يجب إزالتها عن طريق إبرة معيّنة، ويرسل السائل للمعمل
للتأكد من وجود أيّ شبهة سرطانيّة.
كما يجب، فى حالة وجود تلك الحويصلات
الدمويّة، الخضوع للفحص عن طريق الموجات الصوتيّة، لمتابعة تلك الحويصلات،
وما إذا كانت عادت مرّة أخرى بعد تفريغ السائل الذي كان بداخلها أم لا.
من سنّ العشرين حتى انقطاع الطمث
فى السياق نفسه يؤكّد الدكتور سيد
مصطفى، استشاري الجراحة بجامعة الأزهر، أنّ تليّفات الثدي مرض شائع، وعادة
ما تصاب به السيدات بدءاً من
عمر العشرين حتى سن انقطاع الطمث. وعلى
الرغم من كون هذا المرض حميداً، إلا أنّ الكثير من السيدات ينزعجن منه،
خوفاً من تحوّل تلك الأعراض
إلى ورم سرطاني، أو كونه ورماً
سرطانياً في الأصل. وعلى الرغم من كون مسبّبات المرض غير معلومة، إلا أنّه
في كثير من الأحيان يكون نتيجة حدوث
خلل ما في هرمون الأستروجين. وتزداد
الأعراض عند معظم من يعانين من هذا المرض في الفترة ما قبل الدورة الشهرية،
وتتحسّن مع انتهائها، إلا أنّه قد يكون شديداً في بعض الحالات.
ويلفت إلى أنّ الرنين المغنطيسى هو أفضل
أنواع الفحص لتشخيص والتفرقة بين تليّفات الثدي والأورام السرطانيّة
للفتيات أقلّ من 35 عاماً.
وأنّه يفضّل بالنسبة للسيدات اللواتي لديهنّ سجل عائلي لسرطان الثدي، القيام بإجراء فحص للثدي كلّ سنة أو سنتين، حسب سن المريضة.
كما يفضّل، بالنسبة للسيدات اللواتي
يعانين من تليّفات الثدي، الابتعاد عن كافة الأطعمة التى تحتوي على
الكافيين، مثل القهوة والشاي والشوكولاته والمشروبات الغازيّة،
لأنّها تزيد من تضخّم الثدي، إضافة الى
إتباع نظام غذائي قليل الدهون وغني بالخضروات والفاكهة، مما يؤدّي إلى
زيادة الهرمونات الأنثويّة، خاصة هرمون الأستروجين.
واستبعد استشاري الجراحة بجامعة الأزهر،
أن يكون هرمون الحليب سبباً لحدوث تليّفات الثدي، مؤكّداً أنّ ارتفاع
هرمون الحليب لدى بعض النساء، يمكن أن يتسبّب فى
عدم الإنجاب، الا أنّه ليس له أيّ علاقة من قريب أو بعيد بحدوث تليّفات الثدي.
ويشير إلى أنّ هذه الألياف لا تؤثّر على
الإرضاع، انما فقط تؤثر على الشكل الجمالى للثدي لما يصيبه من تعرّجات
وتكتّلات، وفي بعض الوقت حدوث تضخّم في الثدي.
خفّفي الأعراض
يوضح الدكتور مجدي برسوم، استشاري الأورام بمستشفى السلام الدولي، أنّه بإمكان السيدات اللواتي يعانين من التليّف الكيسي التقليل من الإحساس بالألم
المصاحب للتليّف الكيسي، بالتقليل قدر
الإمكان من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، لأنّ بعض الدراسات
أكّدت أنّ تناول الكافيين يزيد من
حدّة الألم لدى السيدة المصابة
بالتليّف الكيسي، خاصة قبل نزول الطمث. كذلك يجب ارتداء حمّالة صدر والحرص
على تناول أكبر قدر من الفواكه
والخضراروات المحتوية على ألياف،
والابتعاد في الوقت نفسه عن تناول االأطعمة الغنيّة بالدهون، والتي تزيد من
الألم المصاحب لداء التليّف الكيسي للثدي،
ويمكن تناول زيت زهرة الربيع Primrose Evening oil ويباع هذا النوع من الزيوت على شكل حبوب في الصيدليات،
وقد أثبتت العديد من الأبحاث مدى فعاليّة هذا الزيت في التقليل من ألم الثدي وأعراض التليّف الكيسي الأخرى، وذلك لاحتوائه
على حمض اللينوليك، الذى يقلّل من تأثير حساسيّة الثديين نتيجة اختلال الهرمونات.