نمو الأولاد نموا انفعاليا سليما وتناغم تكيفهم الاجتماعى يتقرر
ولحد بعيد بدرجة اتفاق الوالدين وتوحد أهدافهما فى تدبير شؤون أطفالهم
على
الوالدين دوما إعادة تقويم ما يجب أن يتصرفا به حيال سلوك الطفل ويزيدان
من اتصالاتهما ببعضهما خاصة فى بعض المواقف السلوكية الحساسة
الطفل يحتاج إلى قناعة بوجود إنسجام وتوافق بين أبويه
شعور الطفل بالحب والاهتمام يسهل عملية الاتصال والأخذ بالنصائح التى يسديها الوالدان إليه
مثال على الاضطراب الانفعالى الذى يصيب الولد من جراء تضارب مواقف الوالدين من السلوك الذى يبديه:
زكريا
عمره أربعة أعوام يعمد إلى إستخدام كلمات الرضيع الصغيركلما رغب فى شد
إنتباه والديه وبخاصة أمه الى إحدى حاجاته فإذا كان عطشا فإنه يشير إلى
صنبور الماء قائلا (امبو00امبو ) للدلالة على عطشه
ترى الام فى هذا السلوك دلالة على الفطنة والذكاء لذا تلجأإلى إثابته على ذلك أى تلبى حاجته فتجلب له الماء من ذاك الصنبور
أما والده فيرى الالفاظ التى يستعملها هذا الولد كريهة فيعمد إلى توبيخه على هذا اللفظ الذى لايتناسب مع عمره
وهكذا
اصبح الطفل واقعا بين جذب وتنفير بين الأم الراضية على سلوكه والاب الكاره
له ومع مضى الزمن أخذت تظهر على الطفل علامات الإضطراب الانفعالى وعدم
الإستقرار على صورة سهولة الإثارة والإنفعال والبكاء وأصبح يتجنب والده
ويتخوف منه
أهمية الإتصال الواضح بين الأبوين والطفل
على الوالدين رسم خطة موحدة لما يرغبان أن يكون عليه سلوك الطفل وتصرفاته
شجع
طفلك بقدر الامكان للاسهام معك عندما تضع قواعد السلوك الخاصة به او حين
تعديلها فمن خلال هذه المشاركة يحس الطفل ان عليه أن يحترم ماتم الإتفاق
عليه لأنه أسهم فى صنع القرار
على الأبوين عدم وصف الطفل (بالطفل
السيء) عندما يخرج عن هذه القواعد ويتحداها فسلوكه السيء هو الذى توجه إليه
التهمة وليس الطفل كى لايحس انه مرفوض لشخصه مما يؤثر على تكامل نمو
شخصيته مستقبلا وتكيفه الاجتماعى
مثال على المشاركة فى وضع قواعد السلوك
هشام
ومحمد طفلان توأمان يحبان أن يتصارعا دوما فى المنزل وهذه المصارعة كانت
مقبولة من قبل الوالدين عندما كانا أصغر سنا (أى فى السنتين من العمر ) أما
فى عمر أربعة أعوام فإن هذا اللعب أضحى مزعجا بالنسبة للوالدين
جلس
الوالدين مع الطفلين وأخذا يشرحان لهما أن سنهم الآن يمكنهم من أن يفهما
القول ولابد من وجود قواعد سلوكية جديدة تنظم تصرفاتهما وعلاقاتهما ببعضهما
بادر الولدين بالسؤال هل يمكننا التصارع فى غرفة الجلوس بدلا من غرفة
النوم ؟ هنا وافق الأبوان على النظام التالى : المصارعة ممنوعة فى أى مكان
من المنزل عدا غرفة الجلوس0 عندما يسن النظام المتفق علىه لابد من تكرار
ذكره والتذكير به بل والطلب من الاطفال أو الطفل بتكراره بصوت مسموع
كيف تعطى الأوامر الفعالة؟
أحمد
أرجوك إجمع لعبك المرمية على الأرض وإرفعها إلى مكانها عندما تخاطب إبنك
بهذه اللهجة فمعنى ذلك أنها طلب .. أما عندما تقول له ( أحمد توقف عن رمى
الطعام أو تعال إلى هنا وعلق ملابسك التي رميتها على الأرض ) فإنك تعطيه
أمرا ولاتطلب طلبا
يتعين على جميع الآباء إعطاء أوامر أو تعليمات
باتة حازمة واضحة لأطفالهم وبخاصة الصعبين منهم إزاء سلوكيات فوضوية إو
منافية وليس إستجداء الأولاد والتوسل إليهم للكف عنها
إذا قررت
الأم أن تطبق عقوبة الحجز فى غرفة من غرف المنزل لمدة معينة ( وهذه عقوبة
فعالة فى التأديب وتهذيب السلوك ) عليها أن تأمر الولد أو البنت بتنفيذ
العقوبة فورا وبلا تلكؤ أو تردد
الأمر الذى نعنيه ليس معناه أن تكون عسكريا تقود أسرتك كما تقود أفراد وحدتك العسكرية وانما أن تكون حازما في اسلوبك
متى تعطى الاوامر للطفل؟
تعطى الأوامرللطفل فى الحالتين:
1- عندما ترغب أن يكف الطفل عن الاستمرار فى سلوك غير مرغوب وتشعر أنه قد يعصيك إذا ما التمست منه أن يتخلى عنه
2- إذا وجدت أن على طفلك إظهار سلوك خاص وتعتقد أنه سيعصيك لو إلتمست منه هذا اظهار هذا السلوك
كيف تعطى الأوامر للطفل ؟
لنفترض
أنك دخلت غرفة الجلوس فوجدت أحمد ابنك الصعب القيادة يقفز على مقاعد
الجلوس القماشية قفزا مؤذيا للفراش الذى يغلف هذه المقاعد وقررت إجبار
الولد على الكف عن هذا العب التخريبى
هنا تعطىتعليماتك بالصورة التالية:
1- قطب وجهك وإجعل العبوس يعتلى أ مارات الوجه
2- سدد إليه نظرات حادة تعبر عن الغضب والاستياء
3- ثبت نظرك فى عينيه وناده بإسمه
4-
اعطه أمرا حازما صارما بصوت قاس تقول فيه : ( أحمد .. أنت تقفز على
المقاعد وهذا خرق للنظام السائد فى البيت .. كف عن هذا السلوك فورا ولا تقل
كلمة واحدة )
5- يجب أن يكون الامر واضحا وغير غامض
مثال :
إذا
أمرت طفلك بالصيغة التالية : ( سميرة تعالى إلى هنا و ضعي هذه الالعاب على
الرف ) فإنها بهذا الأمر الواضح لاعذر لها بالتذرع بأى شىء يمنعها من
التنفيذ
أما لو قلت لها : ( لاتتركي الالعاب مرمية هكذا ) فإنها ستتصرف وفق ما يحلو لها عكس مرادك ورغبتك لأن الأمر كان غير واضحا
6-
لاتطرح سؤالا ولا تعط تعليقا غير مباشر عندما تأمر ابنك او إبنتك فلا تقل
له ( ليس من المستحسن القفز على المقاعد) ولا أيضا ( لماذا تقفز على
المقاعد ؟ ) لأنه سيرد عليك وبذلك تعطي لطفلك الفرصة لاختلاق التبريرات
فالقول الحاسم هو أن تأمر طفلك بالكف عن القفز دون إعطاء أى تبرير أو تفسير
7- إذا تجاهل الطفل امرك وتمادى فى سلوكه المخرب ليعرف إلى أى مدى
أنت مصر على تنفيذ أمرك هنا لايجب عليك اللجوء إلى الضرب أو التهديد
لتأكيد إصرارك على أمرك فمثل رد الفعل هذا قد يعقد الموقف ويزيد عناد الولد
وتحديه لك
الحل بسيط نسبيا .. ما عليك إلا أن تلجأ إلى حجزه فى مكان ما من البيت لمدة معينة ( وهذا موضح في قسم آخر )
الأطفال يحتاجون الى الانضباط والحب معا
الانضباط
يعنى تعليم الطفل السيطرة على ذاته والسلوك الحسن المقبول و طفلك يتعلم
إحترام ذاته والسيطرة عليها من خلال تلقى الحب والانضباط من جانبك
لماذا لا يتمكن بعض الأباء من فرض الانضباط على أولادهم؟
يجب أن يكون هناك الوعى الكافى لدى الاباء فى الاخذ بالانضباط لتهذيب سلوك أطفالهم وازالة مقاومتهم حيال ذلك
وهذا يتحقق إذا باشروا برغبة تنبع من داخلهم فى تبديل سلوكهم
يمكن إيجاز الاسباب المتعددة التى تمنع الأباء من تبديل سلوكهم :
1- الأم الفاقدة الأمل اليائسة :
تشعر هذه الأم أنها عاجزة عن تبديل ذاتها وتتصرف دائما تصرفا سيئا متخبطة فى مزاجها وسلوكها
مثال:
فى
اليوم الاخير من المدرسة توقفت الام للحديث عن ولدها أحمد مع مدرسه .. هذه
الأم تشكو من سوء سلوك ولدها أينما سنحت لها الفرصة لكل من يستمع لها إلا
أنها لم تحاول قط يوما ضبط سلوك إبنها الصغير وعندما كانت تتحدث مع المدرس
كان ابنها يلعب في برميل النفايات المفتوح قالت الام :- أنا عاجزة عن
القيام بأى إجراء تجاه سلوك إبنى إنه لايتصرف أبدا بما يفترض أن يفغل
وبينما كانت مستغرقة بالحديث مع المعلم شاهد الاثنان كيف أن أحمد يدخل إلى
داخل برميل النفايات ويغوص فيه ثم يخرج توجه المعلم نحو أمه قائلا لها :
أترين كيف يفعل إبنك ؟! فأجابت الأم: نعم إنه إعتاد أن يتصرف على هذه
الصورة والبارحة قفز إلى الوحل وتمرغ فيه
الخطأ هنا .. ان الام لم
تحاول ولا مرة واحدة منعه من الدخول فى النفايات والعبث بها ولم تسعى إلى
أن تأمره بالكف عن أفعاله السلوكية السيئة حيث كانت سلبية متفرجة فقط
2- الأب الذى لايتصدى ولايؤكد ذاته :
مثل
هذا الاب لايمتلك الجرأة ولا المقدرة على التصدى لولده إنه لايتوقع من
ولده الطاعة والعقلانية وولده يعرف ذلك وفى بعض الاحيان يخاف الأب فقدان حب
ولده له إن لجأ الى إجباره على ما يكره كأن يسمع من إبنه : أنا أكرهك ....
أنت أب مخيف ... أرغب أن يكون لى أب جديد غيرك
مثل هذه الأقوال تخيف الوالد وتمنعه من أن يفعل أى شيء يناهض سلوكه وتأديبه
3- الام أو الاب الضعيف الطاقة:
ونقصد
هنا الوالدين ضعيفى الهمة والحيوية اللذين لايملكان القوة للتصدى لولدهما
العابث المستهتر المفرط النشاط وقد يكون سبب ضعف الهمة وفقدان الحيوية مرض
الام والاب بالاكتئاب الذى يجعلهما بعيدين عن أجواء الطفل وحياته
4- الام التى تشعر بالاثم :
ويتجلى
هذا السلوك بالام التى تذم نفسها وتشعر بالاثم حيال سلوك إبنها أو إبنتها
الطائش وتحس ان الخطيئة هى خطيئتها فى هذا السلوك وهى المسؤولة عن سوء
سلوكه ومثل هذه المشاعر التى تلوم الذات تمنعها من إتخاذ أى إجراء تأديبى
ضد سلوك اطفالها
5- الام او الاب الغضوب :
فى بعض الاحيان نجد
الام او الأب ينتابهما الغضب والانفعال فى كل مرة يؤدبا طفلهما وسرعان ما
يكتشفا أن ما يطلبانه من طفلهما من هدوء وسلوك مقبول يفتقران هما اليه
لذلك
فإن أفضل طريقة لضبط إنفعالاتهما فى عملية تقويم السلوك وتهذيبه هى أن
يلجآ إلى عقوبة الحجز لمدة زمنية ردا على سلوك طفلهما الطائش
6- الام التى تواجه بإعتراض يمنعهامن تأديب الولد :
فى
بعض الاحيان يعترض الأب على زوجته تأديب ولدها أو العكس لذلك لابد من
تنسيق العملية التربوية بإتفاق الابوين على الأهداف والوسائل المرغوبة
الواجب تحقيقها فى تربة سلوك الأولاد ويجب عدم الأخذ بأى رأى أو نصيحة
يتقدم بها الغرباء فتمنع من تنفيذ ما سبق وإتفق عليه الزوجان
7- الزوجان المتخاصمان:
قد
تؤدي المشاكل الزوجية وغيرها من المواقف الحياتية الصعبة الى اهمال مراقبة
سلوك الاولاد نتيجة الانهاك الذى يعتريهما - مثل هذه الأجواء تحتاج إلى
علاج أسرى وهذه المسألة تكون من إختصاص المرشد النفسى الذى يقدم العون
للوالدين و يعيد للاسرة جوها التربوى السوى