شاب طالما اشتكى منه أبوه في موضوع تقصيره عن أداء صلاة الجماعة في المسجد ,
والشاب على قدر كبير من الأخلاق , وذو حياء إلا أنه لايصلي
وهذا مكمن
الحيرة لدى والده , وأضاف إلى تقصيره في الصلاة أموراً أخرى لاترضي الله
تعالى كالتدخين , , وسماع الأغاني .. حتى إنك لترأف بحال والده الذي يتحدث
عن ابنه بأنه طيّب في تعامله وبرّه , لكنه لايكاد يعرف المسجد
وبينما
الوالد ذات يوم مع جلساء له في إحدى المناسبات ذكر تلك الحالة باحثاً عن
حل , إذ طرح عليه أحد الحاضرين حلاّ قد يكون مستحيلاً في البداية , لكنه
قطف ثمرته في النهاية , وكان سبب هداية لهذا الشاب
لقد اقترح عليه أن يخلف مؤذن الحي الذي سيغيب عن المسجد لأداء مناسك الحج
وقال : هي فرصة أن يؤذن عن المؤذن طيلة غيابه حتى يعود , فضحك والد الشاب على هذا المقترح
وقال
: أقول لك إنه لايصلي في المسجد وتقول : دعه يؤذن , ياأخي : ليته يصلي فقط
, هذا من المحال , وضحك بعض الحاضرين على المقترح – أيضاً
قال صاحب المقترح : دعني أتدبر الأمر مع ابنك لأنني من جيرانكم وأعرف طبيعته , وقد نحتاج إلى وقفتك متى ماأخبرتك بذلك
قال
الأب : حباً وكرامة , وعسى أن تصلح حاله , ذهب صاحب المقترح إلى الشاب
وبأسلوبه الجميل وبيانه الرائع وقبل ذلك بتوفيق الله تعالى لان الشاب لهذا
المقترح وجامل بعض الشئ بعد صعوبات وعقبات لم تكن عسيرة , وتولى الأذان
طيلة غياب المؤذن
وهنا قال الشاب : أحسست بشئ عظيم , وسكينة لامثيل
لها , وطمأنينة في قلبي , وأنس وسعادة لم أجدها في حياتي يوم أن عشت في
ربوع بيت الله تعالى بين الأذان والإقامة , من أذان إلى صلاة النوافل إلى
قراءة كتاب الله تعالى الذي لم أفتحه إلا قبل سنوات في المدرسة فقط , إلى
ذكر وتسبيح وروحانية مابعدها روحانية
وأحسست بأن غيوم الضيق التي
كنت أشعر بها انزاحت عنّي , وتمنّيت أن يتأخر المؤذن في سفره حتى أستمتع
بهذه اللذّة العظيمة , وأصبح قلبه فيما بعد معلقاً في المساجد...
لذا لاينبغي أن نيأس من صلاح الناس واستقامتهم على أيّ حال كانوا , فالهداية بيدالله تعالى , وماعلينا إلا أن نبذل الأسباب ,
وأكثروا
من الدعاء لمن ترديون لهم الهدايه وبالثبات لمن هم مهتدون فهل اجتهدنا في
بذل الأسباب للناس عموماً ولأحبّ الناس إلينا خصوصاً ؟؟