أولا تعريف الحج:الحج لغة القصد لمن تعظمه.
وشرعاً: قصد مكة المكرمة ، والمشاعر المقدسة للنسك.
حكمه:ركن من أركان الإسلام ، وفرض من فروضه ، من جحد وجوبه فقد كفر.
دليل الحكم:
من الكتاب قوله تعالى: "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين"
وصح عن النبي
أنه قال: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول
الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام لمن
استطاع إليه سبيلاً"، وقد أجمعت الأم على فرضيته وركنيته.
فضل الحج:ورد في فضل الحج أحاديث كثيرة، وآثار عديـدة منهـا: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سئل رسول الله النبي
: أي الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسـوله. قيل: ثم مـاذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبـرور."
وقال أبو هريرة كذلك: سمعت رسول الله النبي
يقول: "من حج فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه".
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله النبي
قال: "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة "،
هذا الفضل لمن صدقت وصلحت نيته، وطهرت سريرته، وصحت متابعته لرسول الله
النبي
.
شروط وجوب فريضة الحج:
ما من عبادة إلا ولها شروط وجوب وصحة، فشروط وجوب الحج هي:
1. الإسلام: لحديث معاذ عندما بعثه النبي
إلى اليمن، فقد رتب فيه أركان الإسلام على كلمة التوحيد، فالكافر والمشرك لا يجب عليهما، وإن أدياه لا يقبل منهما.
2. التكليف: العقل والبلوغ ، لقوله النبي
: "رفع القلم عن ثلاثة ـ وذكر منهم ـ الصبي حتى يحتلم والمجنون حتى يفيق"، وإن حج الصبي قبل منه ولكن لا تجزئه عن حجة الإسلام.
3. الحرية: الحج لا يجب على المملوك، وإن حج قبل منه إذا أذن له سيده.
4. الاستطاعة: لا يجب إلا على المستطيع.
هذه
الشروط منها ما هو شرط وجوب و صحة، ومنها ما هو شرط وجوب وإجزاء، ومنها ما
هو شرط وجوب فقط، فالإسلام والعقل شرطا وجوب و صحة، والحرية والبلوغ شرطا
وجوب و إجزاء، والاستطاعة شرط وجوب فقط.
هذا بالنسبة للرجل، حيث تزيد المرأة على الرجل شرطاً آخر وهو المَحْرَم ، فلا يجب الحج على المرأة إلا إن كان معها أحد محارمها.
المراد بالاستطاعة
الزاد
والراحلة، الزاد له في سفره وترحاله حتى يعود ولمن يعول، والراحلة التي
تبلغه مكة والمشاعر، وقد ورد في ذلك حديث ضعيف وهو أنه قام رجل إلى رسول
الله فقال: يا رسول الله ما يوجب الحج؟ فقال: "الزاد والراحلة".
ونهى
الإمام أحمد جماعة من أهل اليمن أرادوا أن يحجوا متسولين مع القافلة,
وقالوا نحن المتوكلون. فقال لهم: لو كنتم متوكلين لا تمشوا مع القافلة.
فقالوا: لابد لنا من ذلك. فقال لهم: إذاً على جُرُب القوم توكلتم.
وقد ذهب المالكية إلى أنها إمكانية الوصول إلى مكة والمشاعر، دون مشقة زائدة مع الأمن على النفس والطريق.
شروط صحة أداء الحج: * الإسلام
* الإحرام
* الزمان (ميقات الإحرام الزماني)
* المكان (ميقات الإحرام المكاني)
* التمييز
* العقل
* مباشرة الأفعال بنفسه إلا بعذر
* عدم الجماع
وجوه أداء الحج:وهي ثلاثة:
1- الإفراد: و هو نية الحج فقط.
2- التمتع: و هو نية العمرة أولاً (أي يحرم بالعمرة من ميقات بلده و يفرغ منها ثم يحرم للحج من مكة).
وسمي متمتعاً لاستمتاعه بمحظورات الإحرام بين العمرة و الحج.3- القِران: و هو نية الحج و العمرة معاً (أي يحرم للحج و العمرة معاً).
قال
الله تعالى: (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا
اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْي فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ
فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَة
ٌذَلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)
صفة الحج:-إذا كنت مفرداً للحج أو قارناً له مع العمرة فأحرم من الميقات الذي تأتي عليه.
• وإذا كنت دون المواقيت فأحرم بالحج من مكانك يوم التروية وهو اليوم
الثامن من ذي الحجة اغتسل وتطيب إن تيسر لك ذلك والبس ثياب الإحرام ثم قل:
لبيك اللهم لبيك ... الخ
2-ثم اخرج إلى منى وصل بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر تصلي الرباعية ركعتين قصراً في أوقاتها بدون جمع.
3-
فإذا طلعت شمس يوم التاسع من ذي الحجة فسر إلى عرفات بسكينة واحذر من
إيذاء إخوانك الحجاج وصَلِّ بها الظهر والعصر جمع تقديم قصراً بأذان واحدٍ
وإقامتين.
• ثم تأكد من دخولك حدود عرفات وأكثر فيها من الذكر
والدعاء مستقبلاً القبلة رافعاً يديك تأسياً بالمصطفى صلّى الله عليه وسلم،
وعرفة كلها موقف، وتبقى داخل عرفات حتى تغيب الشمس.
4-فإذا غربت
الشمس فسر إلى مزدلفة بسكينة ووقار ملبياً ولا تؤذ إخوانك المسلمين وصلِّ
بها المغرب والعشاء جمعاً وقصراً حين وصولك مزدلفة ثم تبقى بها إلى أن تصلي
الفجر ويسفرالصبح، وأكثِر من الدعاء والذكر بعد صلاة الفجر مستقبلاً
القبلة رافعاً يديك اقتداء بالنبي صلّى الله عليه وسلم.
5-ثم سر قبل
طلوع الشمس إلى منى ملبياً. وإذا كان لك عذر كالنساء والضعفاء فلا بأس بأن
تسير إلى منى في النصف الأخير من الليل وخذ معك سبع حصيات فقط لترمي جمرة
العقبة أما باقي الحصى فالتقطه من منى وهكذا السبع التي ترمي بها يوم العيد
جمرة العقبة لا بأس بأخذها من منى.
6-وإذا وصلت إلى منى فاعمل ما يأتي:
(أ) ارم جمرة العقبة وهي القريبة من مكة بسبع حصيات متعاقبات تُكبر مع كل حصاة.
(ب) اذبح الهدي ـ إن كان عليك هدي ـ وكل منه وأطعم الفقراء.
(ج) احلق أو قصر شعر رأسك والحلق أفضل والمرأة تقصر منه قدر أنملة.
• وهذا الترتيب أفضل وإن قدمت بعضها على بعض فلا حرج.
• وإذا رميت وحلقت أو قصرت تحللت التحلل الأول وبعده تلبس ثيابك وتحل لك المحظورات سوى النساء.
7-ثم
انزل إلى مكة وطف طواف الإفاضة واسع بعده إن كنت متمتعاً أو لم تسع مع
طواف القدوم إن كنت قارناً أو مفرداً وبهذا تحل لك النساء.
• ويجوز تأخير طواف الإفاضة إلى ما بعد أيام منى والنزول إلى مكة بعد الفراغ من رمي الجمار.
8-ثم
بعد طواف الإفاضة يوم النحر ارجع إلى منى وبت فيها ليالي إحدى عشرة واثنتي
عشرة وثلاث عشرة ـ أيام التشريق الثلاثة ـ وإن بت ليلتين فجائز.
9-ارم
الجمرات الثلاث في اليومين أو الثلاثة التي تبقاها بمنى بعد الزوال تبدأ
بالأولى وهي أبعدهن من مكة ثم الوسطى ثم جمرة العقبة كل واحدة بسبع حصيات
متعاقبات تُكبر مع كل حصاة.
• وإن اقتصرت على يومين تخرج من
منى قبل غروب شمس اليوم الثاني فإن غربت عليك الشمس بمنى بقيت لليوم الثالث
ورميت فيه كذلك والأفضل أن تبيت ليلة الثالث.
• ويجوز للمريض والضعيف أن ينيب عنه في الرمي، ويجوز للنائب أن يرمي عن نفسه أولاً، ثم عن منيبه في موقف واحد.
10-إذا أردت الرجوع إلى بلدك بعد انتهاء أعمال الحج فطف بالكعبة طواف الوداع ولا يعُفى من ذك إلا الحائض والنفساء.
ما يجب على المحرم:يجب على المحرم بحج وعمرة ما يلي:
1- أن يلتزم بما أوجبه الله عليه من فرائض دينه كالصلاة في أوقاتها جماعة.
2- أن يتجنب ما نهى الله عنه من الرفث والفسوق والجدال والعصيان.
3- أن يتحاشى إيذاء المسلمين بالقول أو الفعل.
4- أن يتجنب محظورات الإحرام وهي:
(أ) لا يأخذ من شعره أو أظفاره شيئاً وإن سقط منها شيء بدون قصد فلا شيء عليه وقت الإحرام.
(ب) لا يتطيب في بدنه أو ثوبه أو مأكله أو مشربه ولا بأس بما بقي من أثر الطيب الذي فعله قبل إحرامه.
(ج) لا يتعرض للصيد البري بقتلٍ أو تنفيرٍ أو إعانة عليه مادام مُحرماً.
(د) لا يقطع المُحرم ولا الحلال شجر الحرم ونباته الأخضر ولا يلتقط
لقطته إلا لتعريفها لأن الرسول صلّى الله عليه وسلم نهى عن ذلك كله.
(و) لا يخطب النساء ولا يعقد عليهن عقد النكاح لنفسه أو لغيره ولا
يجامعهن ما دام مُحرِماً ولا يباشرهن بشهوة. وهذه المحظورات على الذكر
والأنثى.
ويختص الذكر بما يلي:
1- لا يغطي رأسه بملاصق أما تظليله بالشمسية أو سقف السيارة أو حمل المتاع عليه فلا بأس به.
2-
ولا يلبس القميص وما في معناه من كل مخيط، للجسم كله أو بعضه ولا البرانس
ولا العمائم ولا السراويل ولا الخفاف إلا إذا لم يجد إزاراً فيلبس السراويل
أو لم يجد النعلين فيلبس الخفين ولا حرج.
• يحرم على المرأة
وقت الإحرام أن تلبس القفازين في يديها وأن تستر وجهها بالنقاب أو البرقع
لكن إذا كانت بحضرة الرجال الأجانب عنها وجب عليها ستر وجهها بالخمار ونحوه
كما لو لم تكن مُحرِمة.
• وإن لبس المحرم مخيطاً أو غطى رأسه
أو تطيّب أو أخذ من شعره شيئاً أو قلَّم أطافره ناسياً أو جاهلاً الحكم فلا
فدية عليه ويزيل ما تجب إزالته متى ذَكرَ ذلك أو عَلِمَه.
• ويجوز لبس النعلين والخاتم ونظارة العين وسماعة الأذن وساعة اليد والحزام والمنطقة التي يحفظ بها المال والأوراق.
• ويجوز تغيير الثياب وتنظيفها وغسل الرأس والبدن وإن سقط بذلك شعر بدون قصد فلا شيء عليه، كما لا شيء في الجُرحِ يصيبه.
أخطاء فى الحج: أخطاء في الطواف1-
النطق بالنية عند الشروع في الطواف، والصواب أن النية محلها القلب فلا
يتلفظ بها . 2- الطواف من داخل الحِجْر، وهذا خطأ عظيم فلا يصح الطواف إلا
بجميع البيت ومن طاف بالبيت واستثنى.. المزيد
أخطاء في ركعتي الطواف 1-
اعتقاد لزوم أداء الركعتين خلف المقام مباشرة أو قريبا منه، والمزاحمة
للصلاة عنده، مع أن صلاة ركعتي الطواف عند المقام سنة، إن تيسرت وإلا جاز
أن تصلَّى في أي موضع من المسجد .
أخطاء في السعي1-
رفع اليد عند صعود الصفا والمروة والإشارة بها كلما صعد كالإشارة إلى
الحجر الأسود، والسنة أن يرفع يديه كهيئة الداعي، ويحمد الله ويكبره ويدعو
مستقبلاً القبلة .
2- الإسراع في السعي..
أخطاء في الحلق والتقصير 1- اعتقاد البعض أن من السنة استقبال القبلة عند الحلق .
2- حلق بعض الرأس، وترك بعضه على هيئة القزع المنهي عنه .
3- تحلل البعض قبل الحلق ليحلق في بيته، وهذا خطأ كبير؛
أخطاء في يوم التروية 1- اعتقاد البعض لزوم الإحرام من المسجد الحرام، والسنة أن يحرم الإنسان من موضعه بمكة .
2- اعتقاد البعض أنه لا يصح أن يحرم بثياب الإحرام التي أحرم بها في عمرته .
3- اضطباع كثير..
أخطاء في يوم عرفة 1- صيام الحاج يوم عرفة، والسنة للحاج الفطر في هذا اليوم؛ حتى يكون أنشط وأقوى على الدعاء والذكر .
2- الانصراف من عرفة قبل غروب الشمس؛ لأنه خلاف سنة النبي
،
أخطاء في المبيت بمزدلفة 1-
عدم تحري بعض الحجاج لحدود مزدلفة، فيبيتون خارجها، والمبيت بمزدلفة من
واجبات الحج . 2- تأخير صلاتي المغرب والعشاء إلى ما بعد منتصف الليل،
والسنة للحاج أن يصليهما جمعاً في مزدلفة،..
أخطاء في رمي الجمار 1-
قيام البعض بغسل الحصى قبل الرمي به، وهذا غير وارد في السنة، بل هو من
البدع . 2- رمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق قبل الزوال، وهذا لا يجوز؛
أخطاء في الهدي والذبح 1-
التصدق بقيمة الهدي بدلاً من ذبحه، وهذا لا يجزئ. 2- ذبح الهدي قبل يوم
العيد، والواجب أن يكون الذبح في وقته، وهو يوم العيد وثلاثة أيام بعده. 3-
رمي الهدي بعد ذبحه، وهذا تضييع..
أخطاء في المبيت بمنى 1- التفريط في السؤال عن حدود منى، والمبيت خارجها .
2- تساهل البعض في المبيت خارج منى .
3- جمع الصلوات في منى, وهذا مخالف
أخطاء في التعجل في النفر من منى 1-
اعتقاد بعض الحجيج، أن المراد باليومين في قوله تعالى: { فمن تعجل في
يومين } ( البقرة:203 ) أنهما يوم العيد، واليوم الذي يليه، مع أن المراد
بهما: يوم الحادي عشر، ويوم الثاني عشر..
أخطاء في طواف الوداع 1- الإقامة بمكة بعد طواف الوداع، فلا يكون آخر عهدهم الطواف بالبيت .
2- الخروج من مكة قبل طواف الوداع، وطواف الوداع من واجبات الحج .
3 - سعي بعض الحجاج بعد طواف الوداع، اعتقادا منهم..المزيد
شرح فقهى لمناسك الحج: 1: يلبس الذكر لباس الإحرام ( وهو إزار ورداء ) ويستحب أن يلبس نعلين ، لقوله
: ( ليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين ).
2:أما
المرأة فتحرم في ما شاءت من اللباس الساتر الذي ليس فيه تبرج أو تشبه
بالرجال ، دون أن تتقيد بلون محدد . ولكن تجتنب في إحرامها لبس النقاب
والقفازين لقوله
: ( لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين )، ولكنها تستر وجهها عن الرجال
الأجانب بغير النقاب ، لقول أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : ( كنا نغطي
وجوهنا من الرجال في الإحرام ) .
3:ثم بعد ذلك ينوي المسلم بقلبه الدخول
في العمرة ، ويشرع له أن يتلفظ بما نوى ، فيقول : ( لبيك عمرة ) أو (
اللهم لبيك عمرة ) . والأفضل أن يكون التلفظ بذلك بعد استوائه على مركوبه ،
كالسيارة ونحوها .
4: ليس للإحرام صلاة ركعتين تختصان به ، ولكن لو أحرم المسلم بعد صلاة فريضة فهذا أفضل ، لفعله
.
*من كان مسافراً بالطائرة فإنه يحرم إذا حاذى الميقات .
*
للمسلم أن يشترط في إحرامه إذا كان يخشى أن يعيقه أي ظرف طارئ عن إتمام
عمرته وحجه . كالمرض أو الخوف أو غير ذلك ، فيقول بعد إحرامه : ( إن حبسني
حابس فمحلي حيث حبستني ) وفائدة هذا الاشتراط أنه لو عاقه شيء فإنه يحل من
عمرته بلا فدية .
* ثم بعد الإحرام يسن للمسلم أن يكثر من التلبية ، وهي
قول : ( لبيك اللهم لبيك ن لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك
والملك ، لا شريك لك ) يرفع بها الرجال أصواتهم ، أما النساء فيخفضن
أصواتهن
5: ثم إذا وصل الكعبة قطع التلبية واضطبع بإحرامه ، ثم
استلم الحجر الأسود بيمينه ( أي مسح عليه ) وقبله قائلاً : ( الله اكبر )
6: فإن لم يتمكن من تقبيله بسبب الزحام فإنه يستلمه بيده ويقبل يده
7:
فإن لم يستطع استلمه بشيء معه ( كالعصا ) وما شابهها وقبّل ذلك الشيء ، فإن
لم يتمكن من استلامه استقبله بجسده وأشار إليه بيمينه – دون أن يُقبلها –
قائلاً : ( الله أكبر )
8: ثم يطوف على الكعبة 7 أشواط يبتدئ كل شوط
بالحجر الأسود وينتهي به ، ويُقَبله ويستلمه مع التكبير كلما مر عليه ، فإن
لم يتمكن أشار إليه بلا تقبيل مع التكبير – كما سبق – ، ويفعل هذا أيضا في
نهاية الشوط السابع .
أما الركن اليماني فإنه كلما مر عليه استلمه
بيمينه دون تكبير 9: فإن لم يتمكن من استلامه بسبب الزحام فإنه لا يشير
إليه ولا يكبر ، بل يواصل طوافه .
ويستحب له أن يقول في المسافة التي بين الركن اليماني والحجر الأسود ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
10:ليس للطواف ذكر خاص به فلو قرأ المسلم القرآن أو ردد بعض الأدعية المأثورة أو ذكر الله فلا حرج .
11: يسن للرجل أن يرمل في الأشواط الثلاثة الأولى من طوافه . والرَمَل هو الإسراع في المشي مع تقارب الخطوات ، لفعله
ذلك في طوافه
12: ينبغي للمسلم أن يكون على طهارة عند طوافه ، لأنه
توضأ قبل أن يطوف .
13:إذا
شك المسلم في عدد الأشواط التي طافها فإنه يبني على اليقين ، أي يرجح
الأقل ، فإذا شك هل طاف 3 أشواط أم 4 فإنه يجعلها 3 احتياطاً ويكمل الباقي .
14:
ثم إذا فرغ المسلم من طوافه اتجه إلى مقام إبراهيم عليه السلام وهو يتلو
قوله تعالى { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } 15:ثم صلى خلفه ركعتين بعد
أن يزيل الاضطباع ويجعل رداءه على كتفيه .
16:ويسن أن يقرأ في الركعة الأولى سورة { قل يا أيها الكافرون } وفي الركعة الثانية سورة { قل هو الله أحد }
17: إذا لم يتمكن المسلم من الصلاة خلف المقام بسبب الزحام فإنه يصلي في أي مكان من المسجد ،
18: ثم بعد صلاته عند المقام يستحب له أن يشرب من ماء زمزم
19:ثم يتجه إلى الحجر الأسود ليستلمه بيمينه ، فإذا لم يتمكن من ذلك فلا حرج عليه .
20:ثم يتجه المسلم إلى الصفا ، ويستحب له أن يقرأ إذا قرب منه قوله تعالى :
{ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ
الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا
وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ }
ويقول (
نبدأ بما بدأ الله به ) ثم يستحب له أن يرقى على الصفا فيستقبل القبلة
ويرفع يديه ، ويقول – جهراً - : ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، لا إله
إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، لا
إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ) ثم يدعو –
سراً – بما شاء ، ثم يعيد الذكر السابق ، ثم يدعو ثانية ثم يعيد الذكر
السابق مرة ثالثة ولا يدعو بعده
21: ثم ينزل ويمشي إلى المروة ، ويسن
له أن يسرع في مشيه فيما بين العلمين الأخضرين في المسعى ، فإذا وصل المروة
استحب له أن يرقاها ويفعل كما فعل على الصفا من استقبال القبلة ورفع
اليدين والذكر والدعاء السابق . وهكذا يفعل في كل شوط .
أما في نهاية الشوط السابع من السعي فإنه لا يفعل ما سبق .
* ليس للسعي ذكر خاص به . ولكن يشرع للمسلم أن يذكر الله ويدعوه بما شاء ، وإن قرأ القرآن فلا حرج .
* يستحب أن يكون المسلم متطهراً أثناء سعيه .
* إذا أقيمت الصلاة وهو يسعى فإنه يصلي مع الجماعة ثم يكمل سعيه .
* ثم إذا فرغ المسلم من سعيه فإنه يحلق شعر رأسه أو يقصره ، والتقصير هنا أفضل من الحلق ، لكي يحلق شعر رأسه في الحج .
* لابد أن يستوعب التقصير جميع أنحاء الرأس ، فلا يكفي أن يقصر شعر رأسه من جهة واحدة .
22: المرأة ليس عليها حلق ، وإنما تقصر شعر رأسها بقدر الأصبع من كل ظفيرة أو من كل جانب ، لقوله
: ( ليس على النساء حلق إنما على النساء التقصير )
* ثم بعد الحلق أو التقصير تنتهي أعمال العمرة ، فيحل المسلم إحرامه إلى أن يحرم بالحج في يوم ( 8 ذي الحجة ) .
إذا
كان يوم ( 8 ذي الحجة ) وهو المسمى يوم التروية أحرم المسلم بالحج من
مكانه الذي هو فيه وفعل عند إحرامه بالحج كما فعل عند إحرامه بالعمرة من
الاغتسال والتطيب و .... الخ ، ثم انطلق إلى منى فأقام بها وصلى الظهر
والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، يصلي كل صلاة في وقتها مع قصر الرباعية
منها ( أي يصلي الظهر والعصر والعشاء ركعتين ) .
23:فإذا طلعت شمس
يوم ( 9 ذي الحجة وهو يوم عرفة ) توجه إلى عرفة ، ويسن له أن ينزل بنمرة (
وهي ملاصقة لعرفة ) , ويبقى فيها إلى الزوال ثم يخطب الإمام أو من ينوب عنه
الناسَ بخطبة تناسب حالهم يبين لهم فيها ما يشرع للحجاج في هذا اليوم وما
بعده من أعمال ، ثم يصلي الحجاج الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الظهر ،
ثم يقف الناس بعرفة ، وكلها يجوز الوقوف بها إلا بطن عُرَنة ، لقوله
: ( عرفة كلها موقف وارفعوا عن بطن عُرَنة )، ولكن يستحب للحاج الوقوف خلف جبل عرفة مستقبلاً القبلة ، لأنه موقف النبي
24: إن تيسر ذلك . ويجتهد في الذكر والدعاء المناسب ، ومن ذلك ما ورد في قوله
: ( خير الدعاء دعاء يوم عرفة 25: وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا
إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل
شيء قدير )
االترويه:سمي بذلك لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء ، لأن منى لم يكن بها ماء ذلك الوقت
بطن عُرَنة : وهو وادي بين عرفة ومزدلفة جبل
عرفة : ويسمى خطأ ( جبل الرحمة ) وليست له أي ميزة على غيره من أرض عرفة ،
فينبغي عدم قصد صعوده أو التبرك بأحجاره كما يفعل الجهال .
26: يستحب للحاج أن يكون وقوفه بعرفة على دابته ، لأنه
وقف على بعيره ، وفي زماننا هذا حلت السيارات محل الدواب ، فيكون راكباً في سيارته ، إلا إذا كان نزوله منها أخشع لقلبه .
* لا يجوز للحاج مغادرة عرفة إلى مزدلفة قبل غروب الشمس .
27:
فإذا غربت الشمس سار الحجاج إلى مزدلفة بسكينة وهدوء وأكثروا من التلبية
في طريقهم ، فإذا وصلوا مزدلفة صلوا بها المغرب ثلاث ركعات والعشاء ركعتين
جمعاً ، بأذان واحد ويقيمون لكل صلاة ، وذلك عند وصولهم مباشرة دون تأخير (
وإذا لم يتمكنوا من وصول مزدلفة قبل منتصف الليل فإنهم يصلون المغرب
والعشاء في طريقهم خشية خروج الوقت ) .
ثم يبيت الحجاج في مزدلفة حتى
يصلوا بها الفجر ، ثم يسن لهم بعد الصلاة أن يقفوا عند المشعر الحرام
مستقبلين القبلة ، مكثرين من ذكر الله والدعاء مع رفع اليدين ، إلى أن
يسفروا – أي إلى أن ينتشر النور – [ أنظر صورة 6 ] لفعله
.
28:يجوز
لمن كان معه نساء أو ضَعَفة أن يغادر مزدلفة إلى منى إذا مضى ثلثا الليل
تقريباً ، لقول ابن عباس رضي الله عنهما : ( بعثني رسول الله
في الضَعَفة من جمع بليل ) .
29: مزدلفة كلها موقف ، ولكن السنة أن يقف بالمشعر الحرام كما سبق ، لقوله
: ( وقفت هاهنا ومزدلفة كلها موقف ) .
ثم
ينصرف الحجاج إلى منى مكثرين من التلبية في طريقهم ، ويسرعون في المشي إذا
وصلوا وادي مُحَسِّر ، ثم يتجهون إلى الجمرة الكبرى ( وهي جمرة العقبة )
ويرمونها بسبع حصيات ( يأخذونها من مزدلفة أو منى حسبما تيسر ) كل حصاة
بحجم الحمص تقريباً .
30:يرفع الحاج يده عند رمي كل حصاة قائلاً : (
الله أكبر ) ، ويستحب أن يرميها من بطن الوادي ويجعل مكة عن يساره ومنى عن
يمينه ، لفعله
. ولا بد من وقوع الحصى في بطن الحوض – ولا حرج لو خرجت من الحوض بعد
وقوعها فيه – أما إذا ضربت الشاخص المنصوب ولم تقع في الحوض لم يجزئ ذلك .
*
ثم بعد الرمي ينحر الحاج ( الذي من خارج الحرم ) هديه ، ويستحب له أن يأكل
منه ويهدي ويتصدق . ويمتد وقت الذبح إلى غروب الشمس يوم ( 13 ذي الحجة )
مع جواز الذبح ليلاً ، ولكن الأفضل المبادرة بذبحه بعد رمي جمرة العقبة يوم
العيد ، لفعله
. ( وإذا لم يجد الحاج الهدي صام 3 أيام في الحج ويستحب أن تكون يوم 11 و 12 و 13 و 7 أيام إذا رجع إلى بلده ) .
31:ثم بعد ذبح الهدي يحلق الحاج رأسه أو يقصر منه ، والحلق أفضل من التقصير ، لأنه
دعا للمحلقين بالمغفرة 3 مرات وللمقصرين مرة واحدة .
32:بعد
رمي جمرة العقبة والحلق أو التقصير يباح للحاج كل شيء حرم عليه بسبب
الإحرام إلا النساء ، ويسمى هذا التحلل ( التحلل الأول ) , ثم يتجه الحاج –
بعد أن يتطيب – إلى مكة ليطوف بالكعبة طواف الإفاضة المذكور في قوله تعالى
: { ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليَطوّفوا بالبيت العتيق } . لقول
عائشة رضي الله عنها : ( كنت أطيب رسول الله
لحله قبل أن يطوف بالبيت )
33: ثم يسعى بعد هذا الطواف سعي الحج .
وبعد هذا الطواف يحل للحاج كل شيء حرم عليه بسبب الإحرام حتى النساء ، ويسمى هذا التحلل ( التحلل التام ) .
*
الأفضل للحاج أن يرتب فعل هذه الأمور كما سبق ( الرمي ثم الحلق أو التقصير
ثم الذبح ثم طواف الإفاضة ) ، لكن لو قدم بعضها على بعض فلا حرج .
34:
ثم يرجع الحاج إلى منى ليقيم بها يوم ( 11 و 12 ذي الحجة بلياليهن ) إذا
أراد التعجل ( بشرط أن يغادر منى قبل الغروب ) ، أو يوم ( 11 و 12 و 13 ذي
الحجة بلياليهن ) إذا أراد التأخر ، وهو أفضل من التعجل ، لقوله تعالى {
فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى }.
35:ويرمي
في كل يوم من هذه الأيام الجمرات الثلاث بعد الزوال مبتدئاً بالصغرى ثم
الوسطى ثم الكبرى ، بسبع حصيات لكل جمرة ، مع التكبير عند رمي كل حصاة .
ويسن
له بعد أن يرمي الجمرة الصغرى أن يتقدم عليها في مكان لا يصيبه فيه الرمي
ثم يستقبل القبلة ويدعو دعاء طويلاً رافعاً يديه ، ويسن أيضاً بعد أن يرمي
الجمرة الوسطى أن يتقدم عليها ويجعلها عن يمينه ويستقبل القبلة ويدعو دعاء
طويلاً رافعاً يديه 36:أما الجمرة الكبرى ( جمرة العقبة ) فإنه يرميها
ولا يقف يدعو ، لفعله
ذلك .
37:بعد
فراغ الحاج من حجه وعزمه على الرجوع إلى أهله فإنه يجب عليه أن يطوف (
طواف الوداع ) ثم يغادر مكة بعده مباشرة ، لقول ابن عباس رضي الله عنهما : (
أمِر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت ، إلا أنه خُفف عن المرأة الحائض ) ،
فالحائض ليس عليها طواف وداع .
وأخير تقبل اللله منا ومنك صالح الأعمال
مع تمنياتنا بحج مبرور وذنب مغفور
ملحوظه جمعت مادة هذا الطرح من عدة مواقع للإفادة لنا ولكم