بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
عيد الاضحى وفقه الاضحية
للأعياد
فى شريعة الاسلام مكانة خاصة ، لا يقدرها حق قدرها الا من التزم منهج الله
تعالى ، واّثر الجهد ، وبذل الجهد فى طاعته سبحانه ، وقت الشدة وحال
الرخاء ، ولذلك فانها بمثابة وقفات مباركات من الله تعالى ، للاسترواح فى
الطريق الشاقة الطويلة للتقاط الأنفاس ، وتعبئة النفوس ، واتسجماع القوى
لمواصلة المسير فى دروب الحياة الصعبة ومسالكها الوعرة ، اذ ان لكل يوم من
ايام الانسان اعباؤه وتبعاته ، وصدق الله تعالى القائل فى كتابه الغزيز :
" لقد خلقنا الانسان فى كبد " ......... البلد (4)
واعيادنا
مرتبطة بعقيدتنا ، فطبيعه الفرح والسرور بالعيد هنا تنشأ من احساس المسلم
بالسعادة ، نتيحه طاعتة لله تعالى ، فعيد الفطر مثلا ياتى بعد تأديه فريضه
الصوم ، وعيد الاضحى ياتى عقب تأديه المسلم للركن الاعظم من اركان الحج وهو
الوقوف بعرفة .. وفى كلتا المناسبتين من الفرائض والسنن ، ما يهيئ جو
الفرح ، ويفشى عبق السرور فى ديار المسلمين .
كما ان عيد الاضحى هو
فى جوهره عيد انتصار الانسان على ذاته وعلى الشيطان .. انه عيد الطاعة
المطلقة لله تعالى ، ثقه فى ان كل ما يأمرنا به ان هو ـ فى واقع الامر ـ
الا الخير .. كل الخير .. فقد اوحى الله تعالى الى نبيه ابراهيم ان يذبح
بكره ( اى ولده الاول ) المحبوب ، الذى رزقه فى شيخوخته ، بعدما اخذ البأس
فى النثل منه ماخذه ، وكاد ان ينقطع امله فى الانجاب ، ولما كان ابراهيم
خليل الرحمن ، والخله مكانه تقتضى توحيد المحبوب بالمحبة ، وان لا يشارك
غيرة فيها ، فلما اخذ الابن شعبة من قلب الوالد بمحبته ، جاءت غيرة الخلة
تنتزعها من قلب الخليل بأمر الله له بذبح محبوبه .. فلما اقدم على ذبحه
وكانت محبة الله اعظم عنده من محبة الولد خلصت الخلة حينئذ من شوائب
المشاركة ، فلم يبق من الذبح مصلحة فقد ظهرت نتيحة الامتحان والابتلاء
العظيم ، فنسخ الأمر بالذبح ، وكان فداء الذبيح عليه السلام ، حينما صدق
خليل الرحمن الرؤيا .. وقد جاء فى كتاب ربنا جل وعلا :
" فلما
اسلما وتله للجبين * وناديناه ان ياابراهيم * قد صدقت الرءيا انا ( شده
على النون ) كذلك نجزى المحسنين * ان هذا لهو البلاء المبين * وفديناه بذبح
عظيم " ........... الصافات من (103) الى (107)
وقد ارتبطت سنة
الذبح بهذا الموقف العظيم ، لتعيد الى الأذهان قصة هذه الطاعة لله تعالى
وتفضيل محبته على كل ما عداها ، حتى لو تمثلت فى محبة الولد البكر الذى جاء
بعد ذهاب الأمل وانقطاع الرجاء .
وعلى هذا ، فعيد الأضحى مرتبط
بسنة لو أحسن أداؤها ، فانها ستكون سببا فى اسعاد كثير من الفقراء ، من غير
القادرين على تناول سيد الطعام وهو اللحم ، الذى بات فى غير متناول الكثير
من الناس ، لارتفاع سعره ارتفاعا جنونيا فى هذه الأيام .
ولأهمية
ذلك فى ديار المسلمين فقد اعلن مؤتمر البحوث الاسلامية الثالث ، ضمن قرارته
وتوصياته للفترة الثانية ، أن الذبائح من هدى وغيره فى موسم الحج ، شعيرة
من الشعائر الاسلامية ، وعبادة دينيه لها اهدافها الاجتماعية ، ولا يجوز
لمن يكون قادرا عليها ان يستبدل بها غيرها من الفربات .. كما أهاب المؤتمر
بجماعة المسلمين فى كل الأقطار ـ شعوبا وخكومات ـ أن يتعاونو على دفع
المضار ، التى قد تكون فى موسم الحج بسبب هذه الذبائح ، وعلى ان تأتى
بثمراتها ومنافعها التى أرادها الشارع ، وان يتخذو السبل الى ذلك .
يتبع