الزواج هو الرباط المقدس الذي على أساسه يعيش الرجل والمرأة معاً حياة سعيدة على أسس سليمة مضبوطة بالضوابط الإسلامية، وينتج عنها بناء الخلية الأولى في المجتمع. .
ومن أهم أركان هذا الزواج هما المودة والرحمة كما ورد في الكثير من النصوص في الكتاب والسنة، حيث ينتج عنهما التفاهم والمحبة والسكن والعطاء بين الزوجين، هو العطاء الذي يبذله كل طرف لإسعاد الطرف الآخر،
الشيء الملاحظ في معظم الزيجات أن التعبير عن الحب بين الطرفين يخبو بمرور الوقت على الرغم من وجود هذا الحب، وعلى الرغم من أن كل طرف يظن أنه يقوم بكل ما من شأنه لإرضاء الطرف الآخر.
وكان هذا الوضع محيراً لدى البعض وأنا منهم، ولكن هذه الحيرة زالت بعد أن قرأت كتاب "لغات الحب الخمس" لمؤلفه د. جاري تشابمان، الذي تحدث بشيء من التفصيل حول هذا الموضوع، والذي يمكن تلخيص النقاط الرئيسية فيه بأن للحب - في الغالب- خمس لغات رئيسية يحتاج كل شخص منّا إلى واحدة منها ليشعر بأن الطرف الأخر يحبه، وقد سمى المؤلف تلك اللغات بما يلي:-
لغة الحب الأولى: "الكلمات الإيجابية المشجعة":
والتي تكون عن طريق الإطراءات المنطوقة، أو كلمات التقديروالثناء، لأن تلك الكلمات مُوصلات قوية للمحبة بين الزوجين. فالإمكانات الكامنة داخل الطرف الثاني، قد تكون في انتظار كلمات التشجيع من الطرف الأول، وفي الغالب تكون تلك الكلمات بسيطة وصريحة مثل: ما أجملك في هذا الفستان، لقد اشتقت إليككثيراً، .....
لغة الحب الثانية: "تخصيص وقتٍ كافي للطرف الآخر" .
من المهم جداً أن يخصص كل طرف وقتاً كافياً للطرف الآخر،ليقضيه معه / معها في شأن مشترك، يعبران فيه عن تمتعهما بصحبة أحدهما للآخر، وعن رغبتهما في القيام بالأمور معاً.
وتكريس وقت خاص يعني أن يولي المرء انتباهاً غير منقسم، فلا يكفي أن يجلس الزوجان على أريكة ويشاهدا التليفزيون معاً، لأن معنى هذا هو أن التلفزيون هو محط الانتباه وليس الطرف الآخر.
وفيما يلي بعض النقاط العملية التي ذكرها المؤلف ويمكن أن تساعد على إتقان هذه اللغة:
1- النظر في وجه الطرف الثاني أثناء التحدث إليه .
2- الإصغاء التام للطرف الثاني أثناء حديثه، وعدم الانشغال عنه بأمور أخرى.
3- عدم مقاطعة الطرف الثاني عند حديثه.
لغة الحب الثالثة: "تَقديم الهدايا" .
إن الهدية هي شيء يمكن أن تنظر إليه وتقول: «إنها كانت تُفكر فـيّ»، أو «إنه يذكُرني». وما الهدية في ذاتها إلا رمزاً لذلك التفكير، فليس مهماً كم تُكلّف من المال، بل المهم هو أنك فكرت في الشخص الآخر. لأن إحضار الهدية وإهدائها له / لها تعبير عن المحبة .
لغة الحب الرابعة: "أعمال الخدمة" .
يقصد بها أن يقوم كلا الزوجين بأعمال من شأنها أن تعين الطرف الآخر، فالزوج مثلاً يسعى لإرضاء زوجته بخدمته لها، معبراً عن حبه لها بتأدية أعمال تريحها.
ومن أعمال الخدمة، على سبيل المثال: مساعدة الزوج لزوجته في بعض الأعمال المنزلية، وكذلك مساعدة الزوجة لزوجها في بعض أعماله التي تستطيع القيام بها، تهيئة كل ما يحتاجه لإنجاح عمله، .. وهذه وغيرها أعمال إذا تم القيام بها بروح إيجابية، كانت بالحقيقة تعبيرات عملية عن المحبة.
لغة الحب الخامسة: "التلامس الجسدي" :
إن التلامس الجسدي هو وسيلة فعالة للتعبير عن الحب الزوجي، فالإمساك بالأيدي مثلاً من طرق التعبير عــن الحــب العاطفي بين الزوجين، فقد توطداللمسة الجسدية العلاقة، ويمــكنها أن ترســل رسـالة تفيد بالحب. تلك الرسالة قد تعني الكثير لمن كانت لغة الحب الأساسية عنده التلامس الجسدي، أكثر بكثير مما يعنيه القول: "أنا أحبك".
وقد خلص مؤلف الكتاب إلى أن مشاكل المحبين وخاصة الأزواج منهم نابعة من عدم فهم لغة الحب لدى الطرف الآخر، فالمرأة التي يهديها زوجها هدايا كثيرة ولا تسعدها، قد تكون لغة الحب لديها الكلمات الجميلة أو الغزل...،
والزوج الذي تغمره زوجته بالمديح والغزل ولايقنع، ربما تكون لغته هي خدمة المحبوب بمعنى أنها لو قامت بتدبير شئونه على أكمل وجه لشعر بحبها له.
والزوجة التي يقوم زوجها بتأمين كافة احتياجاتها كنوع من التعبيرعن الحب ربما لا تهتم بذلك كثيراً، لأنها ترغب بحضوره المكثف من خلال إعطائها الوقت الكافي للجلوس معها ..إلخ.