توحيد الأسماء والصفات هو:
أن يُنفى عن الله جل جلاله ما نفاه عن نفسه،
وأن يعتقد ثبوت جميع ما جاء في نصوص الكتاب والسنة من الأسماء والصفات،
ثبوتاً يليق بجلال الله تعالى وعظمته.
نفي من غير تعطيل، وإثبات من غير تحريف، ومن غير تكييف ولا تمثيل، فلا ميل ولا إلحاد في أسماء الله ولا في آياته.
وخلاصة منهج السلف وطريقتهم في هذا الباب ينتظم في ما يلي:
1.اعتماد النصوص في مسائل الاعتقاد والتعويل عليها.
2.عدم التفريق بين الكتاب والسنة في الاعتماد عليهما والاستدلال بهما.
3.إثبات كل ما جاءت به نصوص الكتاب والسنة من الأسماء والصفات، والإيمان بها على ما دلت عليه من المعاني المعروفة في لغة العرب.
4.إثباتهم للأسماء والصفات إثباتٌ لا يعتريه تمثيل ولا تكييف.
5.إثباتهم أيضاً لا يلحقه تأويل ولا تعطيل.
6.تَقَيُّدُهم بالنصوص في النفي كما تقيدوا بها في الإثبات.
7.أن
نفيهم تنزيه له سبحانه وتعالى عما نزه نفسه عنه، ونزهه عنه رسوله صلى الله
عليه وسلم، وليس تعطيلاً لما وصف به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه
وآله وسلم.
8.قطع الطمع عن العلم بالكيفية، والتطلع إليها وعدم البحث في ذلك.
وإذا تقرر هذا فإنه يجب أن يعلم أن ذلك مما اتفق عليه السلف الصالح، ولا يعرف فيه خلاف بينهم.
فأصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف بينهم خلاف في ذلك، بل آمنوا بما دلت
عليه النصوص واعتقدوه، ولم يسألوا عنه ولم يستشكلوه لبيانه ووضوحه، ولصدق
إيمانهم، وجودة قرائحهم.
وهكذا درجوا في عهد الخلافة الراشدة، ودرج على
ذلك السلف الصالح من بعدهم، إيماناً بالنصوص واقتداءً بأصحاب رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم.