ـ14- احفظي سره تأمني شره :
قال
عليه الصلاة والسلام : { إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة ،
الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر أحدهما سر صاحبه } .
سر
الزوج أمانة عند زوجته ، وإفشاء السر فيه ضياع للأمانة ، وهو عند الله
عظيم ، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا
أماناتكم وأنتم تعلمون } .
ولكل أسرة أسلوبها في الحياة ، ولكل زوج
طريقته في التعامل والعيش مع زوجته وأولاده ، فينبغي أن تصان تلك الأسرار
ولا يطلع عليها أحد حتى لايؤذَى البيت من قِبل الناس ، فهذا أمن وأمان
للأسرة ، وكذلك ينبغي حفظ أسرار من اطلعت الزوجة عليهم من جيرانها وعرفت
شيئاً عنهم .
15 ـ أعيني زوجك على بر والديه :
يحدث
كثيراً أن تغضب الزوجة لكلام أم زوجها ، وربما يحدث هذا لشدة حساسيتها
تجاهها ، وربما تطور الأمر إلى حدوث مشكلات بينهما ، ويقع الزوج في موقف لا
يحسد عليه ، فهذه أمه وهذه زوجته ، وقد تكون أوجه الخلاف سطحية وتافهة ولا
تستدعي ما يحدث .
وقد تكون طلبات أم الزوج في كبر سنها كثيرة
ولديها حساسية شديدة من معاملة الزوجة ( زوجة الابن ) فعلى الزوجة أن تحلم
معها وتعتبرها مثل والدتها فتحترمها وتقدرها وتصبر عليها ، ولتعلم أن كل
ذلك مدخر أمام الله عزوجل ، وأنها بذلك تحسن الطاعة لزوجها بإحسانها لأمه ،
وحسن معاملة الزوجة لأم زوجها سوف يعود علها بالحب من قبلها ومن قبل الزوج
، كيف لا ؟ وبر الوالدين من أجلِّ القربات عند الله عزوجل ، وهذه الزوجة
الفاضلة في كل يوم لا تفتأ تعينه على هذا البر فيصبح بذلك الحب لها أعظم
والقرب منها أكثر .
16 ـ لا تنظري إلى غيرك في أمور الدنيا : بعض
النساء همها الأكبر أن تقتني كل ماهو جديد ، وتنظر لغيرها في تلك الأمور
المادية ، فهذه صديقتي قد اشترت هذا الشيء وأنا أريد أن أشتريه ، فليست هي
أفضل مني في شيء ، ولست أقل منها .
اعلمي
أيتها الأخت الفاضلة أن التسابق يجب أن يكون في أمور الآخرة ، وليس في
أمور الدنيا ، قال الله تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها
السموات والأرض أعدت للمتقين } .
بينما في امور الدنيا يسير المرء
على قدر حاجته ، ولا ينظر إلى من سبقه فيها ، قال صلى الله عليه وسلم : {
انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا
تزدروا نعمة الله عليكم } .
ولا يقصد من ذلك أن لا يسعى المرء إلى
وضع أفضل مما هو فيه إن كان معسراً ، وإنما لا يكن همه الدنيا والنظر إلى
غيره ، والأجدر أن ينظر إلى من هو أصلح منه ، فيبتغي الصلاح والمسارعة
لإرضاء الله عزوجل حتى يفوز بنعيمي الدنيا والآخرة ،وأن يطلب العبد الدنيا
للآخرة ، فإذا رزقه الله تصدق وعمل بحق الله فيه ، قال صلى الله عليه وسلم :
{ ويل للنساء من الأحمرين : الذهب والفضة } .
والمعنى أن الواجب
على المرء أن يكون الشاغل إصلاح نفسه وتربيتها على الفضائل ثم يأتي إصلاح
حاله الدنيوي في الطريق ، لا أن يكون شغله الشاغل ما يأكل وما يلبس وما
يسكن مهملاً حقيقته ونفسه وروحه
17 ـ شكر الزوج يزيد المودة والحب
كلمة
الشكر والثناء محببة للنفس ، مزيلة للهم ، مفرجة للكرب ، وكم يشعر الزوج
بالسعادة لشكر زوجته إياه ، وربما تقول الزوجة : وهل أشكر الزوج على واجبه
نحوي ؟
فأقول لها : نعم ، وما المانع أن تشكري زوجك على واجبه نحوك
!! أليس لو قصَّر في واجبه يكون مُلاماً ؟! إذن فإن أدى واجبه فهو مشكور ،
ثم إن الشكر يزيد المودة والنعمة والحب ، وهو واجب في حق الزوجة لزوجها ،
ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله كما جاء في الحديث الصحيح .
والشكر
لا يكون باللسان فقط ، بل بالفعل والعمل ، والإخلاص للزوج ، ومن شكر الزوج
ألا تعيب زوجته شيئاً فيه ، في أخلاقه مثلاً أو صفاته ، وإذا كان النبي
صلى الله عليه وسلم قد أوصى الرجل بألا يقبح زوجته ، فمن بابٍ أولى أن
المرأة لا يجوز لها أن تعيب شيئا في زوجها ، ففضله عليها كبير ، وحقه عليها
عظيم ، قال صلى الله عليه وسلم : { حق الزوج على زوجنه أن لو كانت به قرحة
فلحستها ما أدت حقه } .
كذلك على الزوجة ألا تعيب شيئاً اشتراه زوجها فإن ذلك يحزنه ، بل يمكن أن تخبره بما تحب بتجمل في الأسلوب من غير أن تسبب له إحراجا .
18 ـ تعلمي فن التعامل مع الواقع :
إذا
كانت السياسة هي ( فن الممكن لا فن المستحيل ) فلتكن هذه سياسة الزوجة في
بيتها ، ولتحاول الزوجة أن تتعامل مع متغيرات المنزل ومع ظروف الزوج ،
الظروف المادية والنفسية ، واعلمي أن الحياة كفاح ، فالنعمة لا تدوم لأحد ،
والأيام تتقلب تقلب المِرجل إذا استجمع غليانه .
فإذا تقلبت بك
الأيام فأبشري ولا تجزعي ، وكوني عوناً لزوجك على نوائب الدهر ، ولا تكوني
عوناً لها عليه ، ولا تطلبي من زوجك دائماً إمدادك بوسائل الرفاهية أو
الراحة ، وانظري إلى من سبقك من جيل الأمهات القدامى كيف كنَّ في قوة ،
وكانت الواحدة منهن تقوى على ما تقوى عليه عشرة من نساء اليوم اللائي
تعوَّدن الركون إلى الراحة ، فخارت عزائمهم من بعد ما خارت قواهم ، واذكري
أن النبي صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه ابنته فاطمة وزوجها علياً رضي
الله عنهما ، أن يمدهما بخادم ، وكانت يد فاطمة رضي الله عنها قد تورَّمت
من قسوة الشغل بها في البيت ، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن
أمرها بالذكر ، ولم يمدهما بخادم .
19 ـ اعلمي أن الصبر ضياء :
تتعرض
الحياة الأسرية لنكبات ، وهذه سنة الحياة ، قال تعالى : { ولنبلونكم بشيء
من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين } .
وقال صلى الله عليه وسلم : { الصبر ضياء } .
ولتعلم
الزوجة أن الصبر بالتصبر ، وأنها حين يراها الزوج صابرة صامدة ، تقوى
عزيمته ، ويقوى على مواجهة الحياة ، ويزداد حبه وإعزازه لها ، قال صلى الله
عليه وسلم : { من يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاءاً خيراً وأوسع من
الصبر } .
والمرأة لما جبلها الله عليه من عاطفة جياشة فهي أسرع
للجزع من الرجل ، وقد جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة مريضة
فوجدها تلعن الداء ، فكره منها هذا وقال : { إنها ـ يعني الحُمة ـ تذهب
خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد } .
وبعض الزوجات يكثرن
الشكوى عند كل مُلِمة ، وبعضهن يتمارضن كثيراً وتشتكي بين لحظة وأخرى من أي
شيء بسيط ، وهذه الشكوى أيتها الزوجة تقلق الزوج ، أفلا تكوني صبورة ؟!
ألا تستطيعين تحمل ما يُلِم بك بصبر جميل من غير أن تكثري الشكوى للزوج ؟!
فما أجمل الصبر عند الزوجات .
20 ـ أعيني زوجك على طاعة الله :
نعمة
الحياة الزوجية حين تعين الزوجة زوجها على طاعة الله عزوجل ، وتذكره
بالآخرة وبالجنة والنار وبالنية الحسنة عند كل عمل ، وبالإخلاص لله
ومراقبته في كل حال .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { رحم الله
رجلاً قام من الليل ، فصلى وأيقظ أهله ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم
الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء }
.
تلك
كلمات نابعة من القلب لتلك الزوجة الصالحة والتي أسأل الله أن يزيدها
نفعاً وبركة بعد قراءتها لهذا الموضوع وتطبيقه في واقعها وحياتها الزوجية ،
فليس أجمل من أن تستضيء المرأة بنور الكتاب والسنة ، ولله الحمد أولاً
وآخرا