وأنذر عشيرتك الأقربين
وهم
بنو هاشم ، وبنو المطلب وبنو نوفل وبنو عبد شمس ، جمعهم رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم، ودعاهم إلى الإيمان بالله ورسوله ، فلم يجبه منه إلى
علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، فإنه أجابه على المؤآزرة وكان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قد تكلم فيهم فقال : والله الذي لا إله إلى هو إني
لرسول الله إليكم خاصة ، وإلى الناس كافة ، والله لتموتن كما تنامون ،
ولتبعثن كما تستيقظون ، ولتحاسبن بما تعملون ، ولتجزون بالإحسان إحسانا ،
وبالسوء سوءا فقال أبو طالب: ما أحب إلينا معاونتك ، وإقبالنا لنصيحتك ،
وأشد تصديقا لحديثك ، وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون وإنما أنا أحدهم غير أني
أسرعهم لما تحب ، فامض إلى ما أمرت به ، فو الله لا أزال أحوطك وأمنعك ،
غير أن نفسي لا تطاوعني على فراق دين آبائي وأجدادي ووقف أبو لهب قائلا:
هذه والله السوأة ، خذوا على يديه قبل أن يأخذه غيركم ، فرد عليه أبو طالب
قائلا: والله لنمنعه ما بقينا ثم انصرف القوم ، وأخذ بعضهم يشير إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ساخرين قائلين : هذا ابن أبي كبشة ، يكلم
من في السماء ! أو هذا غلام عبد المطلب ! وأخذ بعضهم يلمزون المؤمنين
ويغتابونهم ويستهزئون بهم ، احتقارا لهم فأنزل الله سبحانه وتعالى على
رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، الآية التالية اطمئنانا وثقة
وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون
ويقول الله مخاطبا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إنا كفيناك المستهزئين
والمستهزئون هم جماعة من قريش أهلكهم الله عز وجل ومنهم
عبد
العزى بن عبد المطلب ، الذي آذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فكان
يطرح الأقذار على باب داره ومات أبو لهب عند وصول الخبر إلى مكة بانهزام
المشركين بمعركة بدر بمرض الجدري
الأسود بن عبد يغوث : الذي كان
يسخر من الفقراء المسلمين فبقول : هؤلاء ملوك الأرض الذين سيرثون ملك كسرى
، ومات هذا بمرض الاستسقاء 4
الوليد بن المغيرة المخزومي ،
الذي قال للناس : إن محمدا ساحر ، يفرق بين المرء وأخيه ، وبين الرجل وزوجه
، وقتل هذا الكافر عندما علق سهم في ثيابه ، فخدش رجله فمات وفيه نزلت
الآية التالية
ولا تطع كل حلاف مهين
أبي
بن خلف الجمحي: الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه عظم
فخد ، ففته في يده وقال: زعمت أن ربك بقادر على إحياء العظم وهو رميم ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " نعم ويبعثك ويدخلك النار " ،
ثم أنزل الله سبحانه وتعالى
أو
لم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسي
خلقه قال من يحي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل
خلق عليم
وقتل أبي يوم أحد ، قتله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
العاص
بن وائل السهمي ، الذي كان يؤذي النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، الكلام
فعندما مات القاسم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، قال : إن محمدا
أبتر ، لا يعيش له ولد ذكر ، فأنزل الله تعالى قوله
إن شانئك هو الأبتر
النضر بن الحارث العبدري: الذي كان يقول : ما أحاديث محمد إلا أساطير الأولين ، وفيه نزل قوله تعالى
ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين
وقتل هذا المشرك على يد علي بن أبي طالب ، كرم الله وجهه ، يوم بدر
عقبة
بن أبي معيط ، الذي ألقي أمعاء الجزور على ظهر رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ، وهو ساجد أمام الكعبة ، قتل عقبة على يد علي بن أبي طالب ، رضي
الله عنه ، يوم بدر
ومن رؤوس الكفار والمشركين: عمرو بن هشام
المخزومي : المكنى بأبي الحكم ، وكناه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،
بأبي جهل ، كان أشد الناس عداوة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو
الذي عذب آل ياسر ، فقتل ياسرا وزوجه سمية ، والدي عمار بن ياسر ، رضي الله
عنهم ، وكان يقول: لئن سب محمد آلهتنا سببنا إلهه فأنزل الله فيه قوله
ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم
رأى
أبو جهل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو يصلي ، فنهاه عن فعل ذلك ،
فأغلظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، له القول ، فغضب أبو جهل وقال :
أتهددني وأنا أكثر النادي معي ؟ فأنزل الله تعالى فيه
أرأيت
الذي ينهى عبدا إذا صلى ، أرأيت من كان على الهدى أو أمر بالتقوى ، أرأيت
إن كذب وتولى ، ألأم يعلم بأن الله يرى كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ،
ناصية كاذبة خاطئة ، فليدع ناديه سندع الزبانية كلا لا تطعه واسجد واقترب