.
.
.
.
.
.
التقبيل للقرآن ليس له أصل معتمد وليس
بمشروع، يروى أن عكرمة بن أبي جهل أحد الصحابة كان يقبله ويقول: هذا كتاب
ربي. لكن لا أعلم له سندا صحيحاً ثابتاً عنه - رضي الله عنه وأرضاه-. وبكل
حال فتقبيله لا حرج فيه، لكن ليس بمشروع ، ولو قبله الإنسان لا حرج عليه،
لكن ليس هذا بمشروع ، ولم ينقل عن أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم –
بأسانيد ثابتة، فالأولى ترك ذلك، وإنما التعظيم يكون بالعمل، تعظيم القرآن
يكون بالعمل به، تدبره، والإكثار من قراءته ، والخضوع عند ذلك والخشوع هذا
هو المشروع ، الإكثار من تلاوة القرآن بالتدبر، والتعقل، والعمل،
والاستفادة، والخشوع ، هذا هو المشروع ؛ كما قال جل وعلا: ''كِتَابٌ
أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ
أُوْلُوا الْأَلْبَابِ''. فهو سبحانه وتعالى شرع لنا أن نتدبره ، وأن نكثر
من تلاوته ، وأن نعمل به، هذا هو الواجب علينا ، وهذا هو المطلوب منَّّا.
وأما الانحناء عند القرآن فأيضاً هذا لا أصل له، وإن كان تعظيما لله - عز
وجل - لأنَّ القرآن كلام الله، لكن هذا لا أصل له، ولم يفعله خير هذه
الأمة، وأفضلها وهم الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - والخير كله في اتباع
سلفنا الصالح من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن تبعهم بإحسان،
فلا ينحي له ، ولا يقبل هذا هو الأصل ، لكن لو قبله الإنسان فلا حرج عليه
إلا أنه غير مشروع. أما الانحناء فهو مكروه ، لا ينبغي، ولا يفعل، ولا أصل
له، وهذا قد يفضي إلى الإنحناء إلى الملوك والكبراء وهذا منكر لا يجوز ؛
لأنه نوع من الركوع، والركوع لا يجوز إلا لله وحده - سبحانه وتعالى- عبادة،
فلا ينحني أحد لأحد.
.
.
.
.
.
من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.