لتقبيل للقرآن ليس له أصل معتمد وليس بمشروع، يروى أن عكرمة بن أبي جهل أحد
الصحابة كان يقبله ويقول: هذا كتاب ربي. لكن لا أعلم له سندا صحيحاً
ثابتاً عنه - رضي الله عنه وأرضاه-. وبكل حال فتقبيله لا حرج فيه، لكن ليس
بمشروع ، ولو قبله الإنسان لا حرج عليه، لكن ليس هذا بمشروع ، ولم ينقل عن
أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم – بأسانيد ثابتة، فالأولى ترك ذلك، وإنما
التعظيم يكون بالعمل، تعظيم القرآن يكون بالعمل به، تدبره، والإكثار من
قراءته ، والخضوع عند ذلك والخشوع هذا هو المشروع ، الإكثار من تلاوة
القرآن بالتدبر، والتعقل، والعمل، والاستفادة، والخشوع ، هذا هو المشروع ؛
كما قال جل وعلا: ''كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ
لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ''. فهو
سبحانه وتعالى شرع لنا أن نتدبره ، وأن نكثر من تلاوته ، وأن نعمل به، هذا
هو الواجب علينا ، وهذا هو المطلوب منَّّا. وأما الانحناء عند القرآن
فأيضاً هذا لا أصل له، وإن كان تعظيما لله - عز وجل - لأنَّ القرآن كلام
الله، لكن هذا لا أصل له، ولم يفعله خير هذه الأمة، وأفضلها وهم الصحابة -
رضي الله عنهم وأرضاهم - والخير كله في اتباع سلفنا الصالح من أصحاب النبي -
صلى الله عليه وسلم - ومن تبعهم بإحسان، فلا ينحي له ، ولا يقبل هذا هو
الأصل ، لكن لو قبله الإنسان فلا حرج عليه إلا أنه غير مشروع. أما الانحناء
فهو مكروه ، لا ينبغي، ولا يفعل، ولا أصل له، وهذا قد يفضي إلى الإنحناء
إلى الملوك والكبراء وهذا منكر لا يجوز ؛ لأنه نوع من الركوع، والركوع لا
يجوز إلا لله وحده - سبحانه وتعالى- عبادة، فلا ينحني أحد لأحد.
.
.
.
.
.
من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.