السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى
موضوع سابق تحدثنا عن منزلة الوحى فى قضية العقيدة ، وبيان أهمية الوحى فى
عقيدة المسلمين وبخاصةً فى القرآن الكريم والسنة النبوية المُطهرة ،
وخطورة من ينكر السنة وكذلك خطورة من يقدم العقل على النقل ، لأن من يُنكر
الوحى فقد هدم الدين جملةً وتفصيلاً ، وكذلك أوحنا الشبهات التى دارت حول
الوحى والرد عليها .
واليوم نستكمل موضوع هام فى علوم القرآن الكريم ألا وهو : أول ما نزل وآخر ما نزل من القرآن الكريم
فجزى الله الدكتور محمد السيد جبريل عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء .
أولاً: طريق معرفة أول ما نـزل وآخر ما نـزل من القرآن الكريم:ليس هناك سبيل إلى معرفة أول ما نـزل وآخر ما نـزل من القرآن الكريم إلا النقل الصحيح عن صحابة رسول الله
الذين عايشوا الوحي وعاصروا التنـزيل، وصحبوا رسول الله
وسمعوا منه، ثم بعد ذلك من تبعهم ونقل عنهم، وعليه، فليس للعقل مجال في
هذا الباب إلا ما يكون من الجمع بين الروايات التي ظاهرها التعارض، أو
الترجيح بين تلك الروايات حيث لا يمكن الجمع وذلك حسب قوة الدليل وصحته.
ثانيا: أقوال العلماء في أول ما نـزل بإطلاق، وبيان الراجح منها:دار
خلاف بين العلماء في تحديد أول ما نـزل من القرآن الكريم بإطلاق، حسب ما
توفر وصح من الأدلة لدى كل فريق، وانجلى هذا الخلاف عن أقوال أربعة، نذكرها
فيما يلي مع بيان الراجح منها وتوجيه الأقوال الأخرى:
القول الأول: أن أول ما نـزل من القرآن هو الآيات الخمس الأولى من سورة العلق:(اقْرَأْ
بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ *
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ
الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ).
ودليل هذا القول ما ورد في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «أول ما بدئ به رسول الله
من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق
الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه –وهو التعبد-
الليالي ذوات العدد، قبل أن ينـزع إلى أهله ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة
فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ،
فقال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني حتى بلغ منى الجهد، ثم أرسلني فقال:
اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ منى الجهد، ثم
أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني،
فقال: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ
عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) فرجع بها رسول الله يرجف فؤاده»([1]).
وهذا
هو أصح الأقوال وأقواها وأولاها بالقبول لورود دليله في الصحيحين، ولتلقى
الأمة له بالإجماع حتى إنه ما يتبادر إلى الأذهان عند ذكر أول ما نـزل، هذا
من جهة، ولتوجيه بقية الأقوال بأدلتها -كما سيأتي- توجيهٌ سائغٌ لا يتعارض
معه من جهة أخرى.
القول الثانى: أن أول ما نـزل من القرآن هو قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ...) الآيات.ودليل
هذا القول ما ورد في الصحيح كذلك عن أبي سلمة بن عبدالرحمن سألت جابر:
سألت جابر عبدالله: أي القرآن أنـزل قبل؟ قال: يا أيها المدثر، فقلت: أو
اقرأ؟ قال جابر: أحدثكم ما حدثنا به رسول الله
قال: جاورت بحراء شهرا، فلما قضيت جوارى نـزلت فاستبطنت بطن الوادى،
فنوديت، فنظرت أمامى وخلفي وعن يمينى وعن شمالى فلم أر أحداً، ثم نوديت،
فنظرت فلم أر أحدا، ثم نوديت فرفعت رأسى فإذا هو على العرش في الهواء -
يعنى جبريل عليه السلام- فأخذتنى رجفة شديدة، فأتيت خديجة فقلت: دثرونى
فصبوا على ماءً، فأنـزل الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ
فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) (المدثر:
1-4).([2])
ولما كان التعارض بادياً بين قول جابر
وحديث عائشة رضي الله عن الجميع، وكل منهما في الصحيح، فإن العلماء قد
أجابوا عن ذلك بأجوبة من بينها أن سؤال السائل في حديث جابر إما أنه كان عن
أول سورة نـزلت كاملة، أو عن أول ما نـزل بعد فترة الوحي عن رسول الله
، فكان جواب جابر رضي الله عنهما بأنها سورة المدثر.
لكن
يعكِّر على هذا الجمع أن قصدَ السائل أولية سورة بتمامها يردُّه إطلاق
العبارة في السؤال من جهة، ومراجعة السائل بقوله: أو اقرأ، من جهة أخرى،
كما أن تقييد الأولية بكونها بعد فترة الوحي مردود وكذلك بما تدل عليه
عبارة السائل المطلقة، إضافة إلى أن سورة المدثر لم تنـزل بتمامها، وإنما
نـزل أولها إلى قوله تعالى (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) (المدثر: 5) كما ورد في
لفظ البخارى من الحديث السابق.([3])
وأولى من ذلك من أن نقول: إن التأمل في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنهما يقفنا على ما يلي:أولاً: أن قصارى ما يفيده هذا الحديث أن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) نـزل بعد عودة النبي من الغار ورؤيته جبريل عليه السلام في طريق تلك العودة، وليس فيه تعرض لنـزول قرآن من عدمه في الغار عند خلوته فيه قبل عودته، وعليه فالحديث لا يدل على أن أول ما نـزل من القرآن هو: (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ)
ثانياً: أن قول النبي في ذلك الحديث: (فإذا هو- يعنى جبريل-) يدل على أنه
قد رآه قبل ذلك، فلما رآه ثانية عرفه، وإذا كانت تلك الدلالة في الحديث
إجمالية، فإذا الحديث الآخر لجابر رضي الله عنه يدل عليه دلالة تفصيلية،
فعن جابر رضي الله عنهما قال: «سمعت رسول الله
وهو يحدث عن فترة الوحي، فقال في حديثه: فبينا أنا أمش إذ سمعتُ صوتاً من
السماء، فرفعتُ رأسى فإذا الملك الذي جاءنى بحراء جالس على كرسى بين السماء
والأرض..» الحديث([4])
ثالثاً: يتضح الأمر بعد ذلك تماما إذا عرفنا أن المسكوت عنه – في حديث جابر من نـزول قرآن أو عدم نـزوله في الغار قبل هبوط النبي إلى الوادى ورؤيته جبريل – هذا المسكوت عنه قد صرح به في حديث عائشة بنـزول الوحي على النبي في الغار بصدر سورة (اقرأ).
وعليه:
فإن ما ورد عن جابر رضي الله عنه من جواب على سائله إنما هو اجتهادٌ منه
استند إلى فهمه أن الرواية التي ساقها لم تثبت نـزول القرآن على النبي
في الغار من جهة، وعلى فزعه
عند رؤيته جبريل فكأنه يراه لأول مرة، وكل ذلك قد أجيب عليه، فيقدم ما في
حديث عائشة رضي الله عنها نقلاً على فهم جابر رضي الله عنه استنباطاً.
القول الثالث: أن أول ما نـزل سورة الفاتحة.ذكر ذلك السيوطى رحمه الله، وساق للاحتجاج عليه عند من قال به حديثاً رواه البيهقى عن أبي ميسرة عمرو بن شُرَحْبِيل أن رسول الله
قال لخديجة: «إنى إذا خلوت وحدى سمعت نداء، فقد والله خشيت أن يكون هذا
أمراً» فقالت: معاذ الله، ما كان الله ليفعل بك، فوالله إنك لتؤدى الأمانة
وتصل الرحم، وتَصْدُق الحديث، فلما دخل أبو بكر ذكرت خديجة حديثَه له،
وقالت: اذهب مع محمد إلى ورقة، فانطلقا فقصا عليه، فقال: «إذا خلوت وحدى
سمعت نداء خلفي: يا محمد يا محمد! فانطلق هاربا في الأفق»، فقال: لا تفعل،
إذا أتاك فاثْبُتْ حتى تسمعَ ما يقول، ثم ائتنى فأخبرنى، فلما خلا ناداه:
يامحمد قل: (بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين) حتى بلغ (ولا
الضالين) والحديث مرسل رواته ثقات.([5])
قلت: الحديث وإن
كان رجاله ثقات إلا أنه مرسل لا يقوى على معارضة حديث عائشة، بل نقل
الزركشى في البرهان عن القاضى أبي بكر في الانتصار أن هذا الخبر
منقطع([6])، هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن البيهقى قال عنه: إن كان محفوظا
فيحتمل أن يكون خبراً عن نـزولها - أي الفاتحة- بعدما نـزلت عليه: (اقرأ).
القول الرابع: أن أول ما نـزل البسلمة:ودليل
القائلين به ما أخرجه الواحدى بإسناده عن عكرمة والحسن قالا: إن أول ما
نـزل من القرآن {بسم الله الرحمن الرحيم} وأول سورة {اقرأ باسم ربك الذي
خلق}.
ذكر ذلك السيوطى رحمه الله تعالى، وقال: (وعندى أن هذا لا يعد
قولا برأسه، فإنه من ضرورة نـزول السورة نـزول البسملة معها، فهي أول آية
نـزلت على الإطلاق)([7]).
ومع ذلك:
فإن ما عن الحسن وعكرمة لا يحتج به أمام حديث عائشة في الصحيحين، وبهذا
يثبت ما قلناه في أول هذه المسألة من أن أصح الأقوال وأولاها هو القول
الأول في أول ما نـزل من القرآن بإطلاق وهو قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) إلى قوله: (عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ
يَعْلَمْ).
ثالثاً: أقوال العلماء في آخر ما نـزل من القرآن بإطلاق، والراجح منها
كما اختلف العلماء في آخر ما نـزل من القرآن بإطلاق، فقد اختلفوا كذلك في
تحديد آخر ما نـزل منه بإطلاق، بل هنا على أقوال أكثر مما سبق في تحديد أول
ما نـزل، ، وهذه أقوالهم في ذلك مع التعليق عليها:القول الأول: أن آخر ما نـزل من القرآن آية الربا.واستدل أصحاب هذا القول بما ورد في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (آخر آية نـزلت على النبي : آية الربا).([8])
يعنى بها قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
(البقرة: 278).
القول الثانى: أن آخر ما نـزل قول الله تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) (البقرة من الآية 281).واستدل قائله بما أخرجه الطبرى رحمه الله من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: (آخر آية نـزلت على النبي :
(واتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) الآية). وكذا أخرجه
عن جماعة من التابعين، وزاد عن ابن جريج: (يقولون: إن النبي مكث بعدها تسع ليل).([9])
القول
الثالث: أن آخر ما نـزل آية الدين: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا
تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ) (البقرة: من
الآية282).واستدل أصحاب هذا
القول بما أورده ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه: بلغه أن أحدث القرآن
عهداً بالعرش آية الدين، وهو مرسل صحيح الإسناد.ذكر ذلك السيوطى رحمه الله تعالى، ثم قال معقبا على الأقوال السابقة:
(قلت: ولا منافاة عندى بين هذه الروايات في: آية الربا وقوله {واتقوا
الله} وآية الدين، لأن الظاهر أنها نـزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف،
ولأنها في قصة واحدة، فأخبر كلٌ عن بعض ما نـزل بأنه آخر وذلك صحيح)([10]).
القول
الرابع: أن آخر ما نـزل آية الكلالة: (يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ
يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ
وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ..) (النساء: من الآية176).واستدل قائلوه بما ورد في الصحيح عن البراء رضي الله عنه قال: «.. آخر آية نـزلت {يستفتونك}»([11]).
وقد
تأول السيوطى رحمه الله تعالى قول البراء بأن آخر ما نـزل آية الكلالة
بقوله: (أي في شأن الفرائض)([12]) فحملها على آخرية مخصوصة وليست مطلقة.القول
الخامس: أن آخر ما نـزل هو قول الله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ
مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ
الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) (التوبة: 128-129).واستدل
من قال بذلك بما أخرجه الحاكم عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: «آخر ما
نـزل من القرآن: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ
رَحِيمٌ)([13]).القول السادس: أن لآخر ما نـزل هو سورة المائدةواستدل القائلون به بما أخرجه الترمذى عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: «آخر سورة أنـزلت المائدة».([14])
القول السابع: أن آخر ما نـزل سورة (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ).واستدل
القائلون بذلك بما ورد في الصحيح عن عبيد الله بن عتبة قال: قال لى ابن
عباس: «تعلم آخر سورة نـزلت من القرآن، نـزلت جميعا؟ قلت: نعم (إِذَا جَاءَ
نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) قال: صدقت».([15])
القول
الثامن: أن آخر ما نـزل قول الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً
مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء: 93).واستدل
أصحاب هذا القول بما ورد في الصحيح عن سعيد بن جبير قال: «اختلف أهل
الكوفة في هذه الآية: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ
جَهَنَّمُ) فرحلت إلى ابن عباس، فسألته عنها، فقال: أنـزلت آخر ما أنـزل
ثم ما نسخها شئ»([16]).
القول التاسع:
أن آخر ما نـزل قول الله تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا
أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ
مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ
وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ
سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ
الثَّوَابِ) (آل عمران: 195)واستدل
القائلون بذلك بما أخرجه ابن مردويه من طريق مجاهد عن أم سلمة رضي الله
عنها قال: آخر آية نـزلت هذه الآية: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي
لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ) إلى آخرها.([17])